في ذكرى غزوة خيبر.. يوم أمسك الراية رجل "يحبه الله ورسوله" فسقطت أمامه الحصون
كتبت- آمال سامي:
كان زعماء خيبر يتآمرون على المسلمين، حيث استطاع زعماؤهم تأليب زعماء العرب على المسلمين في غزوة الخندق، وحرضوا بني قريضة على الغدر بالمسلمين، لذلك بعدما صالح الرسول صلى الله عليه وسلم قريشًا في صلح الحديبية، اتجه إلى خيبر ليقضي على خطر اليهود الذي يحيق بالدولة الإسلامية الوليدة، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة في مثل هذا اليوم من أواخر أيام شهر الله المحرم لسنة 7هـ، واستعمل على المدينة نميلة بن عبد الله الليثي.
أورد ابن هشام في سيرته دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر حيث قال: اللهم رب السماوات وما أظللن ورب الأرضين وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما أذرين فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ، أقدموا بسم الله . قال : وكان يقولها عليه السلام لكل قرية دخلها.
ولم يكن يهود خيبر يظنون أن المسلمين يغزونهم لكثرة عددهم وسلاحهم وعدتهم، فيقول الواقدي: وكانت يهود خيبر لا يظنون أن رسول الله يغزوهم لمنعتهم وحصونهم وسلاحهم وعددهم، كانوا يخرجون كل يوم عشرة آلاف مقاتل صفوفاً ثم يقولون: محمد يغزونا؟ هيهات، هيهات. لكن المسلمين ساروا إلى خيبر وعددهم لا يتجاوز الألفين.
وقد حاصر المسلمون حصون خيبر ولم تفتح عليهم وحدث قتال بينهم وبين اليهود، حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيعطي الراية في صباح اليوم التالي لرجل يحبه الله ورسوله، فبات الجميع ينتظرون ويرجو كل واحد منهم ان يكون هذا الرجل، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبحوا غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه. فأرسلوا إليه فأتي به، فبصق في عينيه؛ ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
وبالفعل فتح الله تعالى حصون خيبر حصنًا حصنًا على يد المسلمين ففتح حصن ناعم، ثم حصن القموص، وتلا ذلك كل حصون خيبر حتى آخر حصونهم الوطيح والسلالم، فسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحقن دماءهم ويسيرهم. وانتهت الغزوة بأن اتفق معهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبقيهم على زراعة الأرض مقابل نصف ما يخرج من ثمارها، على أن يخرجهم منها متى يشاء.
فيديو قد يعجبك: