في ذكرى مولد "ابن الأثير".. تعرف على العلامة صاحب "الكامل" في التاريخ و"معرفة الصحابة"
كتبت – آمال سامي:
في مثل هذا اليوم الموافق الرابع من جمادي الآخرة، ولد العلامة الكبير ابن الأثير، المؤرخ والمحدث، وصاحب كتاب "التاريخ الكبير" الملقب بـ "الكامل" وأيضًا كتاب "معرفة الصحابة"، ولد عز الدين بن الأثيرفي جزيرة ابن عمر سنة 555 هـ وله ثلاثة أخوة علماء أوسطهم ابن الأثير المؤرخ، انتقل بهم أبوهم إلى الموصل بالعراق فتلقوا فيها العلم ، وقال عنه الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: "وكان إماما ، علامة ، أخباريا ، أديبا ، متفننا ، رئيسا ، محتشما ، كان منزله مأوى طلبة العلم ، ولقد أقبل في آخر عمره على الحديث إقبالا تاما ، وسمع العالي والنازل".
كان ابن الأثير مهتمًا بعلم الحديث لكن غلب عليه حب التاريخ، واشتهر به وكان يتردد على علماء الشام والعراق ويعقد الصلات بينهم، يخبرنا شاكر مصطفى في كتابه "التاريخ العربي والمؤرخون"، ويعتبر ابن الأثير أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري. وكتب ابن الأثير في أربعة أنواع في التاريخ وتفوق فيها جميعًا، فكتب "الكامل في التاريخ" وهو في التاريخ العام ويعدل كتاب الطبري، وكتب "الباهر في الدولة الأتابكية" وهو في تاريخ الدول أو الأسر، وكتب "أسد الغابة في معرفة الصحابة" وهو في التراجم، وكتب "اللباب في تهذيب الأنساب" وهو في علم النسب.
ويعد أشهر كتبه الكامل في التاريخ الذي يقع في 12 مجلدًا وهو في التاريخ العام بدايته مع بدء الخليقة حتى عصر ابن الأثير، وذكر ابن الأثير في مقدمة كتابه سبب تأليفه له قائلًا أن ذلك يرجع لحبه الشديد للتاريخ وأنه وجد في التواريخ المطول الممل والمختصر المخل، وأن بعض المؤرخين قد شغلوا بصغائر الأمور عن عظائمها، وبعضهم أرخ لزمانه ومكانه فقط، ولذلك يقول شاكر مصطفى في كتابه السابق، جعل ابن كثير منهجه في "الكامل" التسجيل الحولي، وذكر الأحداث الصغرى وبعض الوفيات في نهاية كل سنة، وجعل للأحداث الهامة عناوينها ضمن السنة، وحاول أن يوازن بين حجم أخبار المشرق والمغرب، وبين أخبار الدول والملوك المختلفين، مما جعل كتابه أكثر تميزًا من غيره في التاريخ العام.
وأما كتابه أسد الغابة في معرفة الصحابة، قال عنه ابن الأثير: "السنة التي عليها مدار تفصيل الأحكام ومعرفة الحلال والحرام إلى غير ذلك من أمور الدين إنما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها...فينبغي أن يعرفوا لأن سيرهم هي سنن الهداية والقدوة للمسلمين". ورتب ابن الأثير التراجم فيه على أحرف الهجاء، وضبط الأسماء وشرح الأسماء الصعبة، لكن أخذ عليه العلماء أنه ارتبط بمصادره ارتباطًا قويًا في هذا الكتاب وكرر بعض الأخبار وأطال أحيانا وقبل في الصحابة من ليس منهم في الإجماع.
توفى ابن الأثير في الموصل في شعبان عام 630 هـ.
موضوعات متعلقة..
- في ذكرى وفاته.. حذيفة بن اليمان كاتم سر رسول الله
- في ذكرى ميلاد ألب أرسلان.. السلطان الذي أوقع إمبراطور الروم لأول مرة في الأسر
- في ذكرى توليه عرش مصر وهو ابن 13 عاماً.. السلطان حسن صاحب أعرق مساجد القاهرة
فيديو قد يعجبك: