في ذكرى ميلاد مصطفى محمود: "الفيروسات" كما رآها صاحب "العلم والإيمان"
كتبت – آمال سامي:
"الصحة هى القاعدة والمرض استثناء، ونحن نقضى معظم سنوات عمرنا فى صحة لا يزورنا المرض إلا أياما قليلة" هكذا تحدث الدكتور مصطفى محمود، العالم والمفكر والفيلسوف، في حواره مع الصديق الملحد عن أسباب وجود الشرور والأمراض في الأرض قائلًا إن لكل شيء وجه خير حتى المرض، فالمرض يترك وقاية، والميكروب يصنع منه اللقاح، مؤكدًا أن الخير هو القاعدة والشر هو الاستثناء.. وفي مثل هذا اليوم السابع والعشرين من ديسمبر، ولد مصطفى محمود بـ "شبين الكوم" بالمنوفية عام 1921.
كانت حلقات "العلم والإيمان" من أبرز وأشهر ما قدم مصطفى محمود في مسيرته الواسعة، إذ أخرج أكثر من 400 حلقة منه سجلت في سنوات، استهدف فيها ربط العلم بالإيمان وبقدرة الله سبحانه وتعالى، كانت أول مرة يتم فيها بث البرنامج عام 1971م ، وآخر مرة في عام 1999 بعد صدور قرار بوقفه حسبما ذكر ابنه "أدهم" في لقاء تلفزيوني ببرنامج الحقيقة منذ عام 2009، إذ ذكر أدهم إن اسرائيل لعبت دورًا كبيرًا في إيقاف البرنامج، وكانت البداية حين أرسل الدكتور اسامة الباز مدير مكتب رئيس الجمهورية للشئون السياسية خطابًا رسميًا إلى إبراهيم نافع ، رئيس مجلس إدارة الأهرام عقب نشر مصطفى محمود مقالًا فيها أثار استياء القيادات الإسرائيلية والمنظمات اليهودية.
"الفيروسات" كما رآها صاحب "العلم والإيمان"
"لو انتشر فيروس قاتل في العالم وأغلقت الدول حدودها وانعزلت خوفا من الموت المتنقل ستنقسم الأمم بالغالب إلى فئتين فئة تمتلك أدوات المعرفة تعمل ليلا ونهارا لاكتشاف العلاج والفئة الأخرى تنتظرمصيرها المحتوم، وقتها ستفهم المجتمعات أن العلم ليس أداه للترفيه بل وسيلة للنجاة" هكذا تنبأ مصطفى محمود بما يحدث الآن في العالم جراء انتشار فيروس كورونا، وكانت تلك الكلمات من العبارات الأكثر انتشارًا في بداية ظهور كورونا وانتشاره في العالم العربي، لكنها لم تكن الوحيدة التي قالها مصطفى محمود عن "الفيروسات"..
من أين يأتي الفيروس؟
"ذلك الميت الحي" هكذا وصف مصطفى محمود "الفيروس" في كتابه "لغز الحياة" واصفًا الفيروس بـ "دراكولا" فهو وحش طليق لا يكاد يلمس خلية حية حتى يتحول إلى شيطان رهيب، وحين كتب ذلك المقال، كانت الاحصاءات وقتها تقول إن 60% من الأمراض التي تصيب البشر سببها الفيروسات.
"الفيروس لا يمكن ان يتوالد إلا إذا كان بداخل الخلية" فتكاثر الفيروسات لا يتم إلا بداخل جسم الإنسان، يقول مصطفى محمود إن الفيروسات كائنات ميتة لا تعيش إلا بدخول الجسم، ففي حلقة وحش اسمه فيروس من برنامج العلم والإيمان، ذكر مصطفى محمود تفسيرات العلماء حول وجود الفيروس وكيفية ظهوره المفاجيء، فقال أن البعض ذهب ان الفضاء يصنع في الفضاء ثم يصل إلى الأرض من خلال نيزك في محاولة منهم للبعد عن التفسير المباشر وهو خلق الله سبحانه وتعالى له، لكن لصاحب "العلم والإيمان" راي آخر، إذ يرى محمود أن هناك اشارات في القرآن تدل على وجود الفيروسات، ومنها قصة أصحاب الفيل، وكذلك الملائكة المكلفون بأبادة الظلمة، فيقول "فنرسل عليهم حجارة من طين" واصفًا أنها أدق وصف للفيروس، "فهو مجرد حجارة..مادة مستنبطة من عناصر الطين فهو وصف دقيق".
الفيروسات لا تخرج بشكل عشوائي وهو ما يدل على خالقها، يقول مصطفى محمود، "الدنيا دار ابتلاء وربنا لديه وسائل كثيرة للابتلاء والعقاب، فهي ممكن تكون نوع من العقاب، وممكن ان تكون كذلك نوع من الابتلاء والتحدي لعقول الفجرة والكفرة"، يعلل مصطفى محمود اسباب وجود الفيروسات ونقلها للأمراض، قائلًا أن الله سبحانه وتعالى يتحدى بها العقول فهناك ميزانيات هائلة ترصد للبحث لعلاج الفيروسات مثلما ظل العلماء سنوات يحاولون علاج فيروس الإيدز.
مصطفى محمود يتحدث عن تحور الفيروسات وانتشارها
احتمالات المستقبل تقلق العالم، يقول مصطفى محمود، محاولا تفسير سبب وجود الفيروسات، فهناك من قال انها نزلت من الفضاء، وآخرون انها خرجت من الأرض، وآخرون اعتبروها فيروسات قديمة كانت كامنة لكنها وجدت ظروف جديدة للانتشار، وهناك من قال انها نتيجة طفرات كانت تصيب القرود مثلًا ولسبب ما حدث في هذه الفيروسات طفرات فاخرجت نوعًا جديدًا من الممكن أن يصيب الإنسان، فانتقل إليه بداية عن طريق قرد ثم بدأت تنتشر بين البشر، علل مصطفى محمود عدم ظهور هذه الفيروسات قديمًا إلى ما قاله البعض ان السبب هو التكدس السكاني وحدوث فرص جديدة للعدوى لم تكن موجودة قديمًا.
كانت الإنفلونزا الأسبانية هي رد مصطفى محمود على التعاطي العنصري مع قضية الفيروسات في أوروبا، حيث يرون أن إفريقيا هي "مستنقع الفيروسات"، إذ قال مصطفى محمود أن أشد وباء فيروسي فتك بالبشرية خرج من أوروبا نفسها وقضى على 25 مليون مواطن أوروبي بيها، "بالرغم من أنها مجرد انفلونزا لكن لها مضاعفات فظيعة في الجهاز التنفسي".
اقرأ أيضاً..
فيديو قد يعجبك: