في ذكري وفاة المقرئ أبو العينين شعيشع.. «ملك الصبا» والبساطة
كتب- محمد قادوس:
تحل اليوم الثلاثاء 23 يونيو، ذكرى رحيل القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع نقيب القراء الراحل، والذي توفي في مثل هذا اليوم 23 يونيو 2011م.
ويعد القارئ الشيخ الراحل أبو العينين شعيشع واحدا من ألمع نجوم كفر الشيخ، حيث كان صاحب مدرسة متفردة فى التلاوة، وقضى نحو 80 عامًا من إجمالى 89 عاما عاشها، فى خدمة كتاب الله، وتلاوته فى أنحاء العالم، حتى قضى نحبه قبل أقل من عامين.
ولد القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع يوم 12/8/1922م بمدينة بيلا محافظة كفر الشيخ، التحق فضيلته بالكتاب في مدينة "بيلا" وهو في سن السادسة وحفظ القرآن قبل سن العاشرة على يد الشيخ يوسف شتا رحمه الله.
والتحق الشيخ أبو العينين شعيشع بالمدرسة الابتدائية، وظهرت موهبته الفريدة في قراءة القرآن، ففي عام 1936م وكان حينها في الرابعة عشرة من عمره شارك في أمسية دينية في مدينة المنصور ليأسر حينها الألباب وتتفجر موهبته فذاع صيته في البلدان المجاورة.
ظل الشيخ أبو العينين شعيشع يتردد على الليالي والأمسيات، وكان أخوه الشيخ أحمد شعيشع، من مشاهير القراء في المنصورة، فكانت فرصة كبيرة له ليلتقي بكبار القراء.
وبعد ثلاث سنوات وتحديدًا عام 1939م شارك الشيخ أبو العينين شعيشع في إحدى الأمسيات، وكان حاضرًا فيها الشيخ عبدالله عفيفي الذي أعجب به وأقنعه وساعده على الالتحاق بالإذاعة المصرية ليكون قارئًا معتمدًا بها، وكان عمره حينها لا يتعدى السابعة عشرة.
وبالفعل ذهب الشيخ شعيشع لاختبارات الإذاعة، ليجد نفسه أمام لجنة من كبار قراء القرآن الكريم على رأسهم الشيخ مأمون الشناوي، والشيخ المغربي، والشيخ إبراهيم مصطفى عميد دار العلوم وقتها، والشيخ أحمد شربت، والإذاعي الكبير الأستاذ علي خليل، والأستاذ مصطفى رضا عميد معهد الموسيقى آنذاك، وبدأ الشيخ شعيشع في القراءة ليبهر الجميع ويجيزونه ليصبح قارئًا معتمدًا بالإذاعة وكان في سن السابعة عشر.
وازداد شهرة الشيخ حتى أصبح من أعلى القراء أجرًا، حيث بلغ أجره 25 جنيهًا في عام 1948م عن كل قراءة في الإذاعة ومائة جنيه عند إحياءه الليلة الواحدة، وهو أجر كبير لم يصل إليه في تلك الأيام سوى 4 من كبار القراء: كمصطفى إسماعيل، وعبد الفتاح الشعشاعي، ومحمد الصيفي، والشيخ أبو العينين شعيشع.
عين الشيخ «شعيشع» بعدة مناصب، منها عميد المعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم، وعضو لجنة اختبار القُراء بالإذاعة والتليفزيون، كما عُين قارئًا لمسجد عمر مكرم في 1969م، ثم لمسجد السيدة زينب منذ 1992م، وناضل في السبعينيات لإنشاء نقابة القراء وانتُخب نقيبًا لها من 1988م خلفًا لعبدالباسط عبدالصمد إلى أن لقي ربه.
حصل الشيخ أبو العينين شعيشع جوائز كثيرة في مصر والعالم العربي منذ أيام الملك فاروق وحتى وفاته تقديرًا لأدائه في تلاوة القرآن الكريم وتعليمه ونشره في كل مكان.
وقد نعى عدد كبير من القراء الشيخ شعيشع، واصفين حياته بأنها كانت حافلة بالعطاء، مؤكدين أهمية اقتفاء أثره، وقال القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي: إن «شعيشع من الأعلام الذين لا ينسى فضلهم في الفكر الإسلامي، امتاز بالوسطية والبساطة»، موضحا أنه كان عف اللسان طوال حياته، لافتا إلى أننا افتقدنا شيخا جليلا خدم القرآن أكثر من ٨٠ عاما.
وعرف الشيخ شعيشع بروح الشجن في قراءته للقرآن، ما أدى إلى أن يصفه متخصصو القراءات بلقب «ملك الصبا»، وهو المقام الموسيقي الذي يحوي الشجن في مقامات النغم، ويقول الراحل «إن ذلك يعود إلى حادث وفاة والده الذي أثر على نفسه كثيرا فاكتسى صوته بالحزن والشجن».
فيديو قد يعجبك: