في ذكرى ميلاده.. علي محمد الشيرازي مؤسس البهائية الذي أعدم في إيران
كتبت – آمال سامي:
علي محمد الشيرازي.. مؤسس البهائية، تحل اليوم ذكرى ميلاده في العشرين من أكتوبر عام 1819م، ولد في مدينة شيراز لعائلة من الطبقة المتوسطة، وكان أبوه تاجرًا شهيرًا لكنه توفى عنه وتولى أخوه الأكبر رعايته، تعلم في الكتاب في بداية حياته، ثم التحق بمدرسة الشيخ عابد التي أسماها "قهوة الأنبياء والأولياء"، وبعدها أتصل بجواد الكربلائي الطباطبائي ليلقي في ذهنه أفكار عن المهدي المنتظر، وجعله يظن أن بعض علاماته تقع في نفسه.
يصف محيي الدين الخطيب في كتابه "دراسات عن البهائية" علي الشيرازي أنه "فتى غر يتدين تدين العوام ويغلو في ذلك على طريقة الأعاجم، ويستعيض في تدينه عن العلم بدعوى الفهم"، على الرغم من أن خال الشيرازي قد أشفق عليه مما أصابه من ملازمته لجواد الكربلائي وتأثره بأفكاره وأرسله إلى النجف وكربلاء، إلا أنه هناك قد بدأ يتردد على مجالس كاظم الرشتي ويدرس أفكاره، الذي اختاره بدوره ليكون هو "المهدي المنتظر" مبشرًا أتباعه به، وبعد وفاته أقنعه أحد كبار تلامذته أنه هو "الباب" أو المهدي المنتظر.
والباب وفق للشيعة الإمامية هو الذي يقوم بالتبليغ عن المهدي، لكنه وفي مايو عام 1844م أعن الشيرازي وعمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين أنه "الباب" المبشر بمجيء من سيظهره الله، أي أنه باب المهدي المنتظر، ثم أدعى بعد ذلك أنه هو المهدي، ليعلن عقب ذلك في حجته إلى مكة والمدينة ليعلن بعثته، وعقبها أنتشرت الحركة البابية خاصة في إيران.
قامت الحكومة الإيرانية بنفيه إلى منطقة أذربيجان الشمالية على حدود روسيا، إذ ظن حينها رئيس الوزراء الإيراني ميرزا أقاسي، أن المسلمين هناك لن يتجاوبوا معه، لكنه على الرغم من ذلك وجد أتباعًا كثيرين هناك.
في عام 1848 عاد علي الشيرازي إلى تبريز، ليجتمع مع أتباعه وهم حوالي 80 من البابيين للبحث في كيفية انقاذ الباب من سجنه ومناقشة وضعهم في البلاد وتحديد طبيعة عقيدتهم وهل هي امتداد للإسلام أو لا، وفي هذا المؤتمر تبين الفارق بين "البابية " أو ما عرف فيما بعد بالبهائية وبين الإسلام.
لم تلق الدعوة البابية في إيران سوى الرفض، وتمت محاكمة الباب أمام مجموعة من رجال الدين، إذ طرحوا عليه عدة أسئلة عن طبيعة دعوته، وبعد محاورات ومناقشات عديدة أصدرت الحكومة الإيرانية قرارًا بإعدام الباب بعد فتوى ثلاثة من كبار علماء ومجتهدي تبريز بقتله، ليتم إعدامه عام 1850م في ميدان كبير بمدينة تبريز.
تأسيس البهائية وأبرز أسسها العقدية
يدعي البهائيين أن الباب عندما علم بأنه سيعدم أرسل جميع مكتوباته إلى ملا عبد الكريم القزويني آمرًا بأن تصل إلى ميرزا حسين الذي عرف فيما بعد بـ "بهاء الله" وإليه تنسب البهائية، وأسس البهاء عقيدة البهائيين في كتبه وفسر فيها دعوته ونشرها، ومن بين أسس تلك العقيدة:
• الله ليس له أسماء ولا صفات ولا أفعال.
• بهاء الله هو مظهر الله الأكمل وهو الموعود ومجيئه الساعة الكبرى وقيامه القيامة ورسالته البعث.
• الديانات السابقة والأنبياء كانت مهمتهم التبشير بالبهاء وظهوره هو ظهور جمال الله الأبهى.
• من كتبهم المقدسة "الإيقان" وهم يظنونه وحي من الله، وكذلك "مجموعة الألواح المباركة".
فيديو قد يعجبك: