لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى بيعة العقبة الأولى وسفيرها "مصعب بن عمير": عاش مترفًا في الجاهلية ومات شهيدًا

01:56 م الجمعة 23 يوليه 2021

تعبيرية


كتبت – آمال سامي:

تحل اليوم ذكرى بيعة العقبة الأولى، في الثاني عشر من ذي الحجة، إذ أقبل وفد من اثني عشر رجلًا من أهل يثرب إلى مكة عام 621هـ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه بأن أهل يثرب في انتظاره يؤمنون به وينصرونه، وهنالك تمت بيعة العقبة الأولى، وتتلخص بنود تلك البيعة في حديث البخاري عن عبادة بن الصامت إذ قال: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ألَّا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف. قال: فَمَن وَفَّىَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ. وفي لفظٍ: فَلَهُ الجَنَّة، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوْقِبَ بِهِ فِي الْدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَ وِإِنْ شَاءَ غَفَرَ".

بعد أن تمت البيعة أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير، الصحابي الجليل، ليكون أول سفير في الإسلام، إذ تحرك مع أهل يثرب ليعلمهم هناك أمور دينهم، فيحفظهم القرآن ويفقههم في الدين، فاستطاع مصعب أن يفتح بيوت يثرب كلها للإسلام، ويوحد بين الأوس والخزرج في جمعة واحدة صلى بهم فيها إماما، وهي أول جمعة في الإسلام، تعلق دار الإفتاء المصرية على ذلك قائلة أنه يوضح مقدار الخلاف الذي كان بين أهل يثرب وأنهم كانوا في حاجة لمدد خارجي يجتمعون عليه، وهو ما يسر مهمة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، واستطاع مصعب بن عمير أن يرسي أساس هذه العلاقة بين الأوس والخزرج، إذ استطاع أن يكسب أكبر زعيمين في قبيلة الأوس وهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وظل مصعب هناك عامًا كاملًا حتى عاد إلى مكة في موسم الحج التالي بعد أن اقام هناك قرابة عام.

لم يكن مصعب بن عمير قبل الإسلام إلا أكثر شباب أهل مكة ترفًا، فيروي سعد بن مالك قصة إسلامه قائلًا: " كنا قبل الهجرة يصيبنا ظلف العيش وشدته ، فلا نصبر عليه ، فما هو إلا أن هاجرنا ، فأصابنا الجوع والشدة ، فاستضلعنا بهما ، وقوينا عليهما ، فأما مصعب بن عمير ، فإنه كان أترف غلام بمكة بين أبويه فيما بيننا ، فلما أصابه ما أصابنا ، لم يقو على ذلك ، فلقد رأيته وإن جلده ليتطاير عنه تطاير جلد الحية ، ولقد رأيته ينقطع به ، فما يستطيع أن يمشي ، فنعرض له القسي ثم نحمله على عواتقنا"، لكنه صمد أمام ذلك كله، وكان من أشد المخلصين إلى الإسلام رغم ما لاقاه من أذى من أهله لاتباعه الإسلام.

يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء عن قصة شهادته، إنه قاتل دون رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد حتى قتله ابن قمئة الليثي وهو يظنه رسول الله، وتولى خلفه اللواء علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعلى الرغم من أنه كان أترف شباب قريش، إلا أنه قتل ولم يكن هناك ما يكفي لكفنه!، فيروي خباب قائلًا:هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ونحن نبتغي وجه الله ، فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئا ، منهم : مصعب بن عمير قتل يوم أحد ، ولم يترك إلا نمرة ، كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه ، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " غطوا رأسه ، واجعلوا على رجليه من الإذخر ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان