لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى وفاة علي بن المديني.. شيخ الإمام البخاري وأمير المؤمنين في الحديث

04:13 م الجمعة 06 أغسطس 2021

أرشيفية

كتبت– آمال سامي:

"الشيخ الإمام الحجة أمير المؤمنين في الحديث".. بهذه الكلمات يصف الذهبي في سير أعلام النبلاء الشيخ علي بن عبدالله بن جعفر بن نجيح بن بكر بن سعد السعدي، المعروف بابن المديني، وهو شيخ الإمام البخاري رحمه الله، وأحد أبرز علماء الحديث، كان أبوه محدثًا مشهورًا أيضًا، وتوفي عام 234هـ في مثل هذا اليوم.

ولد علي ابن المديني عام 161 هـ، وروى عنه أشهر رجال الحديث، كالبخاري وأبو داوود والترمذي والنسائي عن رجل عنه، وينسب إلى المدينة المنورة لذا قيل له "ابن المديني" لأن أصوله من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه نشأ في البصرة، وكان من شيوخه سفيان بن عيينة، وابن علية، وبشر بن المفضل، وحسان بن إبراهيم وغيرهم.

يقول عنه النووي إنه أحد أبرز أئمة المسلمين في الحديث، صنف فيه مائتي مصنف لم يسبق إلى معظمها، ولم يلحق في كثير منها، وقد روى عن ابن المديني العديد من شيوخه، منهم سفيان بن عيينة، وقد شهد له أنه قد تعلم منه كثيرًا، فقال: تلومونى على حب علي ابن المديني، والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني ولولا علي ابن المديني ما جلست.

ويروي الذهبي أن أحمد بن حنبل كان يبجله لدرجة أنه لم يكن يسميه باسمه، وإنما يكنيه تبجيلًا له، فيقول أبوحاتم الرازي: "كان ابن المديني علمًا في الناس في معرفة الحديث والعلل. وكان أحمد بن حنبل لا يسميه، إنما يكنيه تبجيلًا له، ما سمعت أحمد سماه قط"، وقال عنه البخاري: ما استصغرت نفسي عن أحد إلا عند علي ابن المديني، ويروي أبويحيى بن عبدالرحيم أن المديني كان إذا قدم على بغداد يتصدر الحلقة، ومعه أحمد بن حنبل والمعيطي ويتناظر الناس، فإن اختلفوا تحدث علي.

تشيعه وموقفه من خلق القرآن

يقول الذهبي إن علي بن المديني لم يكن شيعيًا ولم يكن يحاول أن يظهر التشيع، كما ذكر البعض أنه كان يظهر أحيانًا التشيع، وإنما فقط كان يظهر مناقب الإمام علي بالبصرة؛ لأنهم كانوا "عثمانية" وفيهم تحامل على علي رضي الله عنه.

ورغم مناقبه وثناء العلماء عليه فإنه لم يصمد في محنة خلق القرآن، فكان ممن وافقوا القول بخلق القرآن، ولهذا السبب لم يروِ عنه بعض الأئمة مثل الإمام مسلم، وقال مديني: خفت أن أقتل ولو ضربت سوطًا واحدًا لمت".

ويؤكد السبكي ذلك قائلًا: "وكان علي بن المديني ممن أجاب إلى القول بخلق القرآن في المحنة، فنقم ذلك عليه وزيد عليه في القول، والصحيح عندنا أنه إنما أجاب خشية السيف"، ولذلك أخذ منه علماء آخرون الحديث مثل الإمام البخاري رحمه الله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان