في ذكرى وفاته.. حذيفة بن اليمان: هل أخبره النبي بكل منافقي عصره؟
كتبت – آمال سامي:
تحل اليوم، الخامس من صفر، ذكرى وفاة أحد أبرز صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب سره، هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وسمي والده "اليمان" لحلفه لليمانية وهم الانصار، وقد اسلم والده وشاركا معًا في غزوة أحد، فقتل والده بالخطأ، وتصدق حذيفة بديته على من قتلوه بالخطأ.
وحذيفة هو كاتم سر النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أسر إليه بأسماء المنافقين، وأخبار الفتن التي ستكون في الأمة، وهو أيضًا من جعله النبي صلى الله عليه وسلم يذهب ليتحسس أخبار الأعداء في غزوة الأحزاب ليلًا، ومناقبه كثيرة إلا أن أكثر ما روي عنه أحاديث الفتنة، وفي ذلك يقول حذيفة: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، ويؤكد حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر أصحابه بما هو كائن حتى قيام الساعة، ولكن "حفظه من حفظه ونسيه من نسيه".
سُئل حذيفة: ما النفاق؟ قال: أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به
في غزوة تبوك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه للخروج، فتخلف البعض، بل كان ممن خرجوا معه من هموا بقتله في الطريق، فجاءه الوحي ليعرفه ما كانوا ينتوون، وأخبره بأسماءهم، وحين جاءه حذيفة أسر له بأسماءهم وأخبره أنه قد أمر بألا يصلي عليهم، فيروي البيهقي في سننه الكبرى عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال: "بلَغَنا أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ غَزا تَبوكَ نزَلَ عن راحِلَتِه، فأُوحِيَ إليه وراحِلتُه بارِكةٌ، فقامَتْ تَجُرُّ زِمامَها حتى لَقِيَها حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ، فأخَذَ بزِمامِها فاقتادَها حتى رأَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسًا، فأناخَها، ثمَّ جلَسَ عِندَها حتى قامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأتاه، فقال: مَن هذا؟ فقال: حُذَيفةُ بنُ اليَمانِ. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنِّي أُسِرُّ إليكَ أمْرًا فلا تَذكُرَنَّه، إنِّي قد نُهِيتُ أنْ أُصَلِّيَ على فُلانٍ وفُلانٍ".
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلما مات رجل ظن أنه من المنافقين اخذ حذيفة معه، فإن صلى عليه، صلى معه، وإن أبى انصرف عمر ولم يصلى عليه ولكنه يأمر الناس أن يصلوا عليه، وقد كان عمر رضي الله عنه يخشى كثيرًا، وهو فاروق الأمة، أن يكون من المنافقين الذين عدهم الرسول صلى الله عليه وسلم لحذيفة، فسأله ذات يوم مناشدًا أياه: أأنا من المنافقين ؟ فقال حذيفة : لا ، ولا أزكي أحدا بعدك.
ويقول ابن كثير إن من عرفهم حذيفة واسماهم له الرسول من المنافقين كانوا أربعة عشر منافقًا كانوا قد هموا بالفتك بالرسول في غزوة تبوك، وليس كل المنافقين، وقال ابن كثير أن في قوله تعالى "وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ" دليل على أن الرسول لم يعرفهم جميعًا، ولكن دلت الآيات على صفاتهم.
وفي لحظات احتضاره كانت آخر كلماته للموت: حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم! أليس بعدي ما أعلم! الحمد لله الذي سبق بي الفتنة! قادتها وعلوجها، فتوفي حذيفة بالمدائن عام 36 من الهجرة، وكان ذلك بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه بأربعين ليلة.
موضوعات متعلقة:
في ذكرى وفاة الصحابي حُذيفة بن اليمان.. تعرف على قصة نقل رفاته قبل 86 سنة
حذيفة بن اليمان: أكثر من سأل عن الفتن ومات قبل أن يدركها
فيديو قد يعجبك: