الأزهر يحذر من الآراء الشاذة
حذر الأزهر الشريف المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربِها من الانسياق خلف بعض الأفكار الضالة المنحرفة التي لا تصح نسبتها إلى الثقات من أهل العلم ولا التعويل عليها، مؤكدًا براءته من هذه الأفكار الشاذة، وطالب بعدم الانخداع بها، أو الالتفات إليها.
وعبر الأزهر الشريف وعلماؤه في بيان صدر أمس في ختام جلسة لمجمع البحوث الإسلامية عقدت برئاسة فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر – عن استيائهم من تصريحات أحد المنتسبين والتي يزعم فيها: "أن المسلم هو من سالم، وليس من نطق بالشهادتين، بل لو نطق شهادة (لا إله إلا الله) فقط صار في زعمه مسلمًا، ناسبًا ذلك إلى بعض أهل العلم".
وجاء بيان الأزهر ردًّا على فتوى للدكتور سعد الدين الهلالي - أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر - وقال الأزهر: إن هذا الزعم يُنبِئ عن فكرٍ منحرفٍ فيه مخالفةٌ جريئةٌ للنصوص الصريحة من الكتاب والسنة؛ ففي القرآن الكريم آياتٌ كثيرةٌ تدل دلالةً صريحةً على أنَّ الشهادتين وهما "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" هما ركنُ الإسلام الأول الذى هو رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ودون الإقرار بهاتين الشهادتين معًا لا يكون الإنسان مسلمًا مؤمنًا بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ورسالته، والدليل على ذلك القرآن والسنة وإجماع المسلمين عن آخرهم، وقد حدد النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك في حديثه الصحيح الذى سأل فيه جبريل - عليه السلام - عن الإسلام بقوله: "يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا"؛ متفق عليه، وفي "صحيح البخاري" عن ابن عمر - رضى الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان"، فالإقرار بالشهادتين والنطق بهما معًا هما الأصل الأول من أصول الإسلام، وبغيرهما لا يكون الشخص مسلمًا، ولا تجرى عليه أحكام المسلمين.
وقال الأزهر: إن استشهاد صاحب هذه التصريحات بكلام ابن حجر الهَيْتَميِّ استشهاد باطل تمام البطلان، وفهم سقيم للنصوص؛ إذ الناظر في كتاب "الفتاوى الحديثية لابن حجر" يتبين له من أول وهلةٍ أن هذا القول افتراءٌ على ابن حجر؛ حيث اقتطع من كلامه ما يخدم فكرته الضالة، ونظرته الخاطئة، وتغافل عمدًا عن القول الفصل الذى اعتمده ابن حجر وقرره وانتصر له؛ وهو ضرورة النطق بالشهادتين معًا، وقد دلل عليه - رحمه الله - بأدلةٍ استغرقت العديد من صفحات كتابه، والعجيب أن هذا القائل تمسك برأي شاذ تطرق إليه ابن حجر فيما لا يزيد على أربع كلماتٍ ثم أبطله في تحليل علمي دقيق استغرق العديد من الصفحات التي تدل على هذا البطلان.
فيديو قد يعجبك: