إعلان

مستشار المفتي : الوجود الإسلامي المتنامي داخل المجتمعات الأوروبية بات ظاهرة معترفًا بها

05:48 م الثلاثاء 01 يوليو 2014

S11201317104912

أوضح الدكتور إبراهيم نجم – مستشار مفتي الجمهورية – أن المتتبع لنشأة الأقليات المسلمة أو الجاليات المسلمة يجد أن نشأتها كانت بواحدة من طرق ثلاثة أولها اعتناق الإسلام لأنه من الممكن أن تشكل الأقلية المسلمة في أي بقعة من بقاع الأرض إذا اعتنق بعض أهلها الإسلام كحال الرسول – صلى الله عليه وسلم - والمسلمين الذين أسلموا في بداية الدعوة الإسلامية وسط مجتمع مكة المشرك، وثانيها هجرة بعض المسلمين إلى أرض غير مسلمة، وثالث تلك الطرق هو احتلال أرض المسلمين فتحاول الدولة المحتلة بطرق مختلفة طرد سكان الأرض الأصليين أو تحولهم عن دينهم، ورابعًا يمكن أحيانًا أن تتكون الأقلية الإسلامية من أكثر من طريق واحد كأن تتكون عن طريق الهجرة واعتناق الإسلام.

ولفت مستشار مفتي الجمهورية إلى أنه مع سقوط غرناطة انحسر الوجود الإسلامي عن القسم الأكبر من أوروبا الغربية ولكن نشوء السلطنة العثمانية وامتداد فتوحاتها وحكمها غربًا أقام في جنوبها وشرقها وجودًا بشريًّا ودينيًّا إسلاميًّا ما زال قائمًا حتى اليوم في البوسنة وكوسوفو وألبانيا وغيرها وفي القرن التاسع عشر أثر استعمار بعض الدول الأوروبية كفرنسا وبريطانيا على الأخص لدول وشعوب عربية وإسلامية في أفريقيا وآسيا وإدخال أعداد كبيرة من أبنائها في قواتها المسلحة من سنغاليين وهنود مسلمين ومغاربة راح عدد المسلمين المقيمين في أوروبا الغربية يتزايد ولكن دون أن يبلغ حجمًا ملحوظًا.

وأوضح د. نجم أنه في النصف الثاني من القرن العشرين وافتقار الدول العربية والإسلامية المستقلة إلى فرص عمل وحاجة الدول الأوروبية الخارجة من الحرب إلى أيدٍ عاملة وجدنا هجرة واسعة من دول المغرب خاصة وتركيا والدول الإسلامية عمومًا إلى أوروبا وليصبح الوجود الإسلامي فيها ملموسًا وعندما سمح للعمال العرب والمسلمين المقيمين باستحضار عائلاتهم والاستفادة من كسب الجنسية لأولادهم الذين يولدون على أرض أوروبية تدفقت موجات الهجرة من كافة أنحاء العالمين العربي والإسلامي إلى الغرب الأوروبي وأصبحت الجاليات الإسلامية تعد بالملايين بعد أن كانت في مطلع القرن العشرين تعد بعشرات الآلاف.

كما أدت تداعيات الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خاصة الحرب الأهلية في لبنان والحروب الإسرائيلية عليها وحرب الخليج الأولى والثانية والصراع المسلح في سوريا والاضطرابات الأمنية التي شهدتها المنطقة إلى نزوح عدد كبير من المسلمين طلبًا للأمن والعمل مما ساهم في تزايد أعداد الجالية العربية في أوروبا بصورة واضحة.

وتابع: وخلاصة القول إن الوجود الإسلامي المتنامي داخل هذه المجتمعات بات ظاهرة معترفًا بها على نحو غير مسبوق وأصبح المسلمون يشكلون أقلية دينية تأتي في المرتبة الثانية بعد المسيحية في كثير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان