لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مستشار مفتي الجمهورية: نحارب الفوضى في الداخل و الخارج .. ولدينا ملف خاص لمواجهة "داعش"

05:14 م الأربعاء 27 أغسطس 2014

الدكتور إبراهيم نجم - مستشار مفتي الجمهورية

أكد الدكتور إبراهيم نجم - مستشار مفتي الجمهورية - في حواره لـ"الصباح العربي" أن دار الإفتاء المصرية تحارب الفوضى في الداخل وفي الخارج، ففي مصر تحاول دار الإفتاء نشر الفكر المذهبي الوسطي والاهتمام بالشباب حتى لا يقعوا في براثن التطرف والإرهاب وخارج مصر تعمل الدار جاهدة على  تصحيح الصورة المغلوطة عند الغرب عن الدين الإسلامي، مؤكداً أن هناك قصورًا في الخطاب الإعلامي الإسلامي الموجه للدول الأوروبية، كما أن هناك دورات في العلوم الشرعية لتوعية الشباب وحمايتهم من الوقوع في التطرف، موضحًا أن مهمة دار الإفتاء الأساسية هي بيان الحكم الشرعي للمسلمين في كل ما يشغلهم في أمور دنياهم ودينهم، وهذا هو صميم عمل دار الإفتاء المصرية.

وأضاف د. نجم: وكوضع طبيعي انتشرت في الآونة الأخيرة موجة من الشبهات والفتاوى الشاذة والآراء الصادمة التي تطعن في ثوابت الدين والصحابة، وبالتالي هبت الدار من واقع صميم عملها للرد على كل تلك الشبهات والافتراءات، وكان هذا النشاط واضح بشكل ملحوظ نتيجة الزخم الكبير حول هذه القضايا ونتيجة لانتشار الآراء المتشددة من قبل البعض.

وأكد د. نجم أن الدار من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية والشاذة تحصل على الكثير من هذه الفتاوى والآراء نتيجة الرصد اليومي وعلى مدار الساعة من قبل الباحثين والمتخصصين في هذا المرصد، ومن ثم تقوم بالرد والتفاعل مع الأحداث ونشرها في الإعلام لإعطاء الصورة الصحيحة، ومنع حدوث البلبلة والوقيعة بين الناس في ظل ما تشهد البلاد من ظروف في وقتنا الحالي، لافتًا إلى أن مرصد التكفير التابع للدار أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، وهدفه التصدي لظاهرة فتاوى التكفير والآراء المتشددة في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتقديم معالجات فكرية ودينية لتلك الظاهرة وآثارها، ومحاولة الوقوف على الأنماط التكفيرية والمتشددة في المجتمع لتكون محل مزيد من البحث والدراسة لتقديم تصور لعلاج الظاهرة والمرتبطين بها، ولماذا ازدادت وتيرة الفتاوى الشاذة في مصر والعالم العربي رغم وجود مؤسسات دعوية وشرعية كثيرة الآن؟ أكد د. نجم أن هذا أمر طبيعي نظرًا للأحداث التي يمر بها العالم العربي بوجه عام وتمر مصر به بوجه خاص، وهذا يرجع أيضًا إلى وجود جماعات متطرفة تتبنى فكرًا شاذًّا يساهم في الإساءة للدين وللأوطان.

وتابع د. نجم: ونحن نحاول التصدي لمثل هذه الأفكار وهذه الفوضى في الفتاوى، وهذه المهمة ستكون الهم الأكبر عندنا في المرحلة المقبلة وهو القيام بوظيفة الدار من بيان للأحكام الشرعية بطريقة منضبطة تحد من الفتاوى التي تحدث بلبلة في المجتمع وتقضي على ما يسمى بفوضى الفتاوى، وسيكون هذا الأمر من خلال طريقتين: الأولى وهي الإسهام الفاعل في بث مزيد من الوعي العام لدى جماهير الأمة بهذه القضية، والعمل على إرساء ما أسماه بعض علمائنا بـ"ثقافة الاستفتاء"؛ لأن هذا بمثابة التحصين من الوقوع في هذا الإشكال، والطريقة الثانية تتمثل في العمل الدءوب على تصحيح المفاهيم الفاسدة التي تخلفها تلك الفتاوى الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا وعلى روح الإسلام الوسطي الذي اتخذه الأزهر منهاجًا له.

وعن البيان الذي أصدره د. نجم عقب عودته من الولايات المتحدة والذي طالب فيه بضرورة تغيير صورة الإسلام عند الغرب وهو ما استغربه الكثيرون وما الذي دعاه لإصداره؟ وما أكثر الدول التي نحن بحاجة للتركيز عليها لتصحيح صورة الإسلام بها؟ قال د. نجم:  أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا هي من أهم المناطق التي يجب التركيز عليها نظرًا لعدائها الشديد مع الإسلام وكثرة حملات التشويه بها، على الرغم من وجود حوالي 50 مليون مسلم في أوروبا بكاملها، إلا أن العداء في أوروبا لا يزال مستمرًّا موضحًا أن هذا الأمر له أسبابه، فمنذ أن فتح المسلمون القارة الأوروبية على يد القواد المسلمين أمثال محمد الفاتح وطارق بن زياد وغيرهم إلى أن وصل المد الإسلامي إلى أقصى مدى في أوروبا، ونحن نلحظ هذا العداء التاريخي، وقد نبرر هذا العداء بأنه نتيجة للصورة الذهنية المترسبة لدى الأوروبيين وهذا ما اتضح في العداء الشديد الذي وصل إلى حالات القمع والإبادة كما حدث في البوسنة والهرسك.

ولقد عانى أبناء الدول الأوروبية الأصليون الذين دخلوا الإسلام لكنهم حافظوا على دينهم رغم ما لاقوه من أذى ومحاولات محو هويتهم الإسلامية مثل الألبان والبوسنيين، والكوسوفيين المقدونيين، والمسلمين في بلغاريا، أضف إليهم المسلمين الجدد، من أمثال المفكر الفرنسي رجاء جارودي، والمفكر الإسلامي الألماني مراد هوفمان، وغيرهما ممن اعتنقوا الإسلام، مضيفًا: هناك نقطة أخيرة وهي من أهم التحديات الفكرية التي تواجه المسلمين بالخارج وهي وجود فجوة فكرية في التاريخ الإسلامي هناك ومصدر هذه الفجوة أن العلماء والفقهاء ظلوا على امتداد التاريخ الإسلامي يفكرون في الجاليات غير الإسلامية التي تعيش في ديار المسلمين، وقد وضعوا لهؤلاء كتبًا وفقهًا تغني هذا الجانب، ولكن هؤلاء العلماء لم يفكروا في وضع الجاليات الإسلامية التي تعيش في الغرب، فالحاجة متنامية بصورة كبيرة لوجود فقه للأقليات الإسلامية في الغرب، يدرس أحوال المهاجرين، ويحصر أمرها لتجد سبيلها إلى أحكام فقهية تيسِّر وتسهِّل حياتهم في الخارج.

وعما رصده د. نجم خلال زيارته للولايات المتحدة الشهر الماضي؟ أوضح أن أهم ما لفت نظره في الولايات المتحدة هو نظرة الأمريكان لمصر على أنها أصبحت تعاني حرباً أهلية وفوضى عارمة واحتراب في الشوارع والذي بدوره يشكل خطورة على السياحة في مصر، كما أنه يعبر عن قصور في التواصل مع الأمريكان بشكل جيد، وهذا ناتج عن غياب قنوات الاتصال بيننا وبينهم والتي منها القنوات الموجهة للعالم التي تخاطبهم بشكل جيد وتقدم صورة مشرفة لمصر، خصوصاً مع وجود قنوات فضائية مغرضة تقدم صورة سلبية عن مصر.

وعن توسع "داعش" في القتل على الهوية في العراق وبلاد الشام وتهجير غير المسلمين وذبحهم لمن يقول لا إله إلا الله، وخطورة مثل هذه الحركة على العالم الإسلامي؟ أكد د. نجم أن ما تفعله داعش يشوه صوره الإسلام والمسلمين، وقال: ونحن حاليًا نقوم بتهميش الخطاب المتطرف وإتاحة الفرصة للعلماء لإظهار سماحة الإسلام، وإزالة الآثار السيئة التي أحدثتها مثل هذه الجماعات وألصقتها بالإسلام، لأن مواجهة فوضى الفتاوى تحتاج إلى جهد كبير من المؤسسات الدينية.

وتابع د. نجم: ونحن لدينا ملف بالدار للتصدي لمثل هذه الفتاوى، وعلاجها يكون من خلال نشر التوعية ليس في مصر فقط ولكن بالعالم كله، وهذه التوعية بالإسلام الصحيح تكون بعدة لغات، وإفريقيا سيكون لها أولوية خاصة لدينا، وعن كيفية مواجهة حملات تشويه الإعلام الغربي للإسلام؟ أوضح د. نجمأنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والإعلام الغربي يتعمد تقديم صورة للإسلام والمسلمين تجمع بين الضعف والتخلف والإرهاب والتطرف، محاولة منه لتكريس صورة سلبية للإسلام والمسلمين تتهمهم بالقسوة وأنهم مصدر العنف والإرهاب.

وأضاف: لكن على الجانب الآخر دعنا نعترف بقصور الخطاب الإعلامي الإسلامي الموجه للغرب، مما يتطلب ضرورة انفتاح العالم الإسلامي على العالم الغربي وعلى حقائق العصر مع الحفاظ على ثوابت الأمة وتقاليدها وأن يُشكل المسلمون في الغرب قوة ضاغطة ترفع صوتها مدافعة عن دينها وصورتها وهويتها، كما أن الضرورة أصبحت ملحة لإنشاء قنوات فضائية إسلامية موجهة للغرب تخاطب الغرب بلغته وتعطي صورة شاملة عن الثقافة الإسلامية وتسهم في تصحيح صورة الإسلام والعرب والمسلمين، ومن ثم فلا بد من إنتاج برامج تخاطب الغرب باللغات الأجنبية بغية تصحيح صورتنا لديهم، هذه البرامج والحملات الإعلامية تركز على تفعيل دور الإعلام الإسلامي في تحسين صورة الإسلام والمسلمين من خلال التعرف على صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية والأجنبية.

كما ينبغي طرح رؤية مستقبلية في مواجهة تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والتعرف على تأثيرات العولمة في تشكيل الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين، وتفعيل دور الاتصال المباشر في مواجهة الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين في الغرب، مؤكدًا أنه من خلال كل هذه الجهود نستطيع أن نواجه حملات التشويه ضد الإسلام في الغرب.

وطالب د. نجم بضرورة إنشاء جهاز إعلامي إسلامي للبحوث يتولى رصد وتحليل واقع ما يقدم عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية وإعداد الدراسات العلمية والحقائق التي يعتمد عليها في الرد على ما يقدم من صور مشوهة أو إساءة تتعلق بالمسلمين وثقافتهم ودينهم.  

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان