مجمع البحوث الإسلامية: الخطاب الحالي يحتاج إلى إعادة نظر
قال الدكتور محيي الدين عفيفي - الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية – لا شك أن الخطاب الحالي يحتاج إلى إعادة نظر من حيث الموضوعات التي يتناولها، ومن حيث الوسائل والأساليب.
واعتبر أن أبرز مشكلات الخطاب الديني في العصر الحاضر هو تلك الموضوعات التي يتم طرحها من قبل الجماعات المتطرفة التي تحاول أن تختزل الدين في قضايا فرعية، وأن تنظر بنظرتها الضيقة إلى معالم هذا الدين، وبالتالي فإنهم لا يرون الدين إلا من خلال ما يطرحون من قضايا لا تتناسب مع طبيعة العصر الذي نعيشه، كما أنهم يخلطون بين فهمهم للدين، ونصوص الإسلام فهم يقدمون فهمهم الضيق على أنه الدين، ومن يعترض على الفهم الضيق فإنه يعترض في نظرهم على نصوص الدين.
وتابع: على سبيل المثال المسائل الخلافية فإنهم ينكرون على الناس في الأمور المختلف فيها كالنقاب مثلاً، ومن المعلوم بين الفقهاء أنه لا إنكار في المختلف فيه، وأكد أن تلك الجماعات المتشددة تحاول اختزال الدين في جوانب محدودة من الإسلام في فهمهم، وينحصر في أمور العبادات والأحكام الشرعية عندهم إما حلال أو حرام، ولا توجد أحكام بينهما، ولا توجد أحكام أخرى في نظرهم، فقد أعطوا لأنفسهم حق التشريع والحكم على الناس ومن هنا انتشرت ظاهرة التكفير بين الجماعات المتطرفة والتي لا تؤمن بالتعددية المذهبية أو التعددية الفكرية فضلاً عن عدم إيمانها بالتعددية الدينية.
وأضاف: أن الخطاب الديني بحاجة إلى أن يستحضر سماحة الإسلام واحترامه لإنسانية الإنسان، فالله تعالى قال: {لا إكراه في الدين..}، وقال: {وقل الحق من ربكم..}.
ولذا فإن كثيراً من المشكلات التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية بسبب الخطاب الديني المتشدد والذي لا يستوعب عالمية الإسلام ويهمل احترام الآخر، ومن ثم فإننا بحاجة إلى إعادة النظر في الخطاب الديني لأجل النهوض بواقع الأمة ولأجل تصحيح الصورة الذهنية التي تم تشويهها في عيون الآخرين من غير المسلمين.
وأضاف لا شك أن هذه القضية تحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات الدينية والقائمين على التعليم وكافة الجهات المعنية في دول العالم العربي والإسلامي لأجل النهوض بالخطاب الديني وتلبية احتياجات الناس فيما يتعلق بالمسائل الدينية التي يتم من خلالها ترتيب الناس في الإسلام وعرض النتائج الحية والتطبيقية لسماحة الإسلام من خلال السيرة.
فيديو قد يعجبك: