علماء الأزهر في حوار مع شباب الجامعات: الحجاب فريضة إسلامية محكمة
كتب - فريق إسلاميات مصراوي:
برعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبالتعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الشباب والرياضة، نظم، مساء الأحد، مركزُ التعليم المدني بالجزيرة، حوارًا موسَّعا مع شباب الجامعات.
وقال الدكتور عبدالفتاح عبدالغني العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن الإسلام يقوم على أصول ثابتة وراسخة، ويحترم عقول المخاطبين، ويعطي لهم مساحة من الفكر والتأمل، ولا يجبرهم على الاعتقاد أو الإيمان بفكرة قد لا يستسيغها العقل، وإنما يستوعبهم ويحتويهم في حوار هادف بناء، فعندما ذهب – عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة لم يجبر اليهود على ترك دينهم، بل وضع ميثاقًا كان دستورًا ونموذجًا للتعايش بين أبناء المجتمع الواحد وإن اختلفت أديانهم ومذاهبهم.
وأضاف عميد كلية أصول الدين أن قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، هو الأصل الذي تنطلق منه الدعوة الإسلامية، كما تنطلق من عدة مبادئ قرآنية سامية أخرى، منها قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : {لَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِي وَلَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا * أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ} فلابد أن يكون لهذه النصوص أثر في حياة المسلم .
من جهته قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، عميد كلية الدراسات العليا بالأزهر الشريف: إن المجتمع في الفترة الأخيرة أصبح يواجه موجات من التطرف والإلحاد، تستهدف هوية المجتمع المصري وثوابته الدينية، ودور الأزهر الشريف هو تطهير المجتمع من هذه الأفكار المغلوطة، وهذه المسؤولية لا تقع على عاتق الأزهر منفردًا، بل تتحمل الأسرة دورًا كبيرًا، من خلال توعية أبناءها بتعاليم الدين الإسلامي، وشغل أوقات فراغهم بما ينفعهم.
وشدد أبوعاصي أن الإسلام ليس دين حرب واعتداء وقتل، فالجهاد شرع للدفاع عن الحقوق وليس لإكراه أحد، والله عز وجل يقول {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ويقول {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}، كما أن الجهاد لا يجوز في دولة مسلمة، فقد شرعه الله للدفاع وصد الاعتداء، ولا يكون إلا بإذن من رئيس الدولة، ويقوم به الجيش ووزارة الدفاع، مشيرًا إلى أن الإلحاد في مصر ليس له إحصائيات دقيقة، ولكن تم رصد الكثير من الأسباب التي تؤدي إليه، منها أنه أصبح "موضة" بين بعض الشباب، كما أن التطرف الديني الذي تمارسه بعض التيارات المتطرفة هو أحد أهم الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة.
وأكد عميد كلية الدراسات العليا أن الهجوم الشديد على الأزهر هو خطر كبير، لا يتهدد الأزهر فقط بل يتهدد مصر والعالم العربي والإسلامي بل والعالم أجمع، لأن الأزهر يمثل الحصن المنيع للشباب من الوقوع في موجات التطرف والإلحاد، مشددًا على أن الحجاب فريضة إسلامية محكمة، وقد فرضها الله بآية قرآنية واضحة بقوله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
وخلال الندوة، تم فتح باب الحوار بين السادة علماء الأزهر الشريف والطلاب، حيث أجاب العلماء عن جميع الأسئلة التي تدور في أذهان الطلاب، تأتي الندوة في إطار مبادرة " الأزهر يجمعنا" التي أعلن عنها فضيلة الإمام الأكبر بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، لمواجهة الظواهر السلبية ودعم الأخلاق الحميدة والقيم المجتمعية الإيجابية.
فيديو قد يعجبك: