إعلان

هندوسي سابق يسلم على يديه أكثر من مائة ألف شخص

06:02 م الجمعة 29 مايو 2015

دين محمد شيخ

إنها قوى الإقناع لدى السيد "دين محمد شيخ" Deen Mohammad Shaikh، التي ساعدت في اعتناق 108 آلاف شخص للإسلام منذ عام 1989، وهو العام الذي ترك فيه الهندوسية التي كان عليها منذ ولادته.

إن بطاقةَ العمل متعددةَ الألوان الخاصةَ به تصفُ ساكن منطقة "ماتلي" بأنه رئيس مسجد "ولي الله"، و"مدرسة عائشة" لتعليم القرآن، والتي تعتبر معهدًا لمعتنقي الإسلام.

وتقدم العصا البالغة 70 عامًا المزخرفة، والكوفية الملونة بالأحمر والأبيض، الموضوعة على كتفه تنبيهًا للناس على نزعته الدينية.

وأثناء حديثه مع شبكة "إكسبريس تربيون"، رسم ذراعه قوسًا غير مرئي في الهواء؛ حيث كان يشير إلى براح واسع من تسعة أفدنة من الأراضي المتبرّع بها؛ حيث يمكن لمعتنقي الإسلام أن ينصبوا خيامهم ويقيموا.

وعندما سُئل عن الاعتناق الجماعي الكبير للإسلام، قال: "قلبي يتمنى بإخلاص أن يصبح العالم بأسْره مسلمًا"، إن تقواه ترتبط بمدى طموحه.

وعلى العكس من المظهر المثير للإعجاب، إلا أن هذا الداعية لا يعتبر خزانة لممارسة الكثير من الخطب المختصرة، وبعد أن جلس على مقعد الشاروبي الذي صممه ليبدأ بالحديث عن رحلة الهندوسي السابق "جهنجالي"، والذي أصبح خبيرًا في التبشير - تحدَّث قائلاً: "كنت أحب الإسلام دومًا، لقد قرأت القرآن الكريم، وأدركت أن الآلهة الـ360 ليس لهم قيمة بالنسبة لي مطلقًا".

في أول الأمر درس القرآن الكريم سرًّا، فكان هناك خطر أن يُساء فهمه إذا ما وجده مسلمٌ يمسك بالمصحف الشريف، وبدأ الصيام، وكان ربما بدأ قبل رمضان بيوم.

لقد انزعجت والدة "شيخ" من انتقال ولدها إلى معتقد آخَرَ، وظنتْ أنها إذا ما زوَّجته لربما لا "يترك معتقده"، ثم كان عمره نحو 15 عامًا عندما تزوج، وأعقب ذلك المسار الطبيعي للحياة، حيث أنجب 4 بنات و8 أولاد.

وبالرغم من ذلك فإنه عاد إلى حرصه الشديد وفضوله، وبدأ في البحث عن معلم، وهو "ساين محمد جاسيس"، والذي علمه القرآن الكريم والأحاديث، أو أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم.

ومن حسن حظه أن عم "شيخ" كان يفكر مثله، ووافق الرجلان على أن يمنح كلٌّ منهما القوة والدعم للآخر، ثم انتظر "شيخ" إلى أن تزوَّجت ابنته من رجل هندوسي كما كان مخططًا له، وحسبما بذل من وعد، ثم بعد ذلك لم يكن هناك مجال للرجوع للخلف.

فبعد اعتناقه للإسلام جعل "دين محمد شيخ" رسالته أن يستميل الآخرين، وبدأ من خلال الفِناء الخلفي بمنزله؛ حيث كان يعلِّم العائلة قبل أن يتخطى إلى خارج منطقة الارتياح.

لقد ساعدتْه المقابلات مع الأثرياء وأصحاب السلطات على تمهيد الطريق؛ فقد عرض السيد "سكندر حيات" أحد جنرالات الجيش الباكستاني المتقاعدين، والذي يمتلك معملاً لصناعة السكر - الأموال على "شيخ"، فرفضها، وبدلاً من ذلك طالَبَ "حيات" بمنح بعض المعتنقين الجدد للإسلام وظائفَ، وقد أثبت "حيات" وابنته تعاوُنَهم بصورة قاطعة بتوفير المساعدة.

وفي الوقت الحالي انتشرت سمعتُه الطيبة، وأصبح الناس يأتونه من الأماكن النائية، مثل "بلوشستان"، ومن جميع أتباع المعتقدات والطوائف؛ رغبة في اعتناق الإسلام.

لقد تم بناء مسجد صغير في المجمع السكني الذي يقطنه، بالإضافة إلى عدد من الغرف؛ حيث يتم تعليم الأطفال - الأولاد والبنات - كيفية أداء الصلاة وتلاوة القرآن.

إحدى المعلمات - هي "سكينة" البالغة 14 عامًا، والتي مضى عليها في الوظيفة 15 يومًا - تقول: "القليل من الطلاب فقط هم من يصعب تعليمُهم"، وذلك تعليقًا على قدرتهم على تلاوة النص بلغة غير معروفة لديهم.

يدرك "شيخ" الصعوباتِ التي يواجهها المعتنقون الجدد للإسلام أثناء خوض ما يبدو في أول وهلة نظامًا جديدًا صارمًا؛ ولذلك يجعل الحياة مرنة في أول 40 يومًا، حيث يقول: "يجب عليهم فقط أداء الفروض"، وذلك في إشارته لقِسم الواجبات، وهذا الجدول المريح يضمن أنهم يمكن "أن يثبتوا على الدين"، وطبقًا لما أشار إليه، فإنه يدرك أنهم إذا دعاهم لأداء الصلوات الخمس وأداء أقسام التطوع الاختياري "ربما يتسللون"، وهذا حسبما قال معبرًا بوجهٍ حمَلَ نظرةَ خوف ساخرة.

ومن ناحية أخرى فقد كان رافضًا لبيان كيف أنه يؤثِّر في الناس، فكل ما يقدِّمه الحديث عن عذاب المذنبين بالنار والحجارة؛ حيث يقول: "أُخبرهم أنني كنت هندوسيًّا أيضًا، وأنهم يعرِّضون أنفسهم لعذاب النار إذا لم يُسلِموا".

أكثر من إنقاذ الروح:

يوجد اعتبارات عملية أخرى تصاحب عملية اعتناق الإسلام، فمن أجل "إنقاذ" المسلمين الجدد من الهندوس ذوي النفوذ في المناطق الأخرى، يقوم "شيخ" بإرسالهم إلى Hub Chowk بمجرد نطقهم بكلمة الإسلام، ويبين ذلك قائلاً: "يمكن أن تضربَهم عائلاتُهم؛ لدخولهم الإسلام، أو نحو ذلك".

فهذا التصرف الحاذق تعلَّمه من خبرته الشخصية، ويذكر أنه تعرَّض للخطف مع ربيبته من قِبل الهندوس ذوي النفوذ، والذين هدَّدوه ليتوقف عن دعوة الناس للدخول في الإسلام، ويؤكد "شيخ" قائلاً: "لا. لا يريد هؤلاء الهندوس أن يقف الفقراء في وجوههم إذا ما أصبحوا مسلمين".

وبالرغم من بلوغ حالات اعتناق الإسلام إلى 108 آلاف حالة، وهو ما حفظه أحد السجلات، فإن "شيخ" لا يشعر أن مهمته انتهتْ بعد؛ فهو يريد كل إنسان أن يصبح مسلمًا، وأن يتعلم من تجربته النموذجية، وبالرغم من عدم إيمانه بالانقسام إلى فرق، فإنه يشارك أيضًا في مؤتمر جماعة التبليغ السنوي الذي يُعقد في "رايويند" حيث يؤكد معلنًا أن: "جميع الجماعات إخوة لي".

المصدر - موقع الإسلام الحق

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان