مرصد الإفتاء: التذرع بوجود قبور لتبرير تفجير المساجد جهل بالشريعة ومقاصدها
كتب- محمود علي:
أكد مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية أن هدم المساجد وتفجيرها حرام شرعًا، ولا يصدر إلا عن فئة مجرمة لا تراعي حرمة ولا قدسية.
جاء ذلك في أعقاب قيام تنظيم مشقي القاعدة داعش بتفجير أكبر مساجد ناحية بادوش غربي الموصل بالعراق، مبررًا جريمته بوجود مقابر داخله
وأشار المرصد في بيان لها أن ما تذرع به القائمون بهذا التفجير من أن هذه المساجد تحتوي على قبور يجب إزالتها هو تذرع ينم عن جهل بالشريعة الإسلامية ومقاصدها وتطرف فكري وأيديولوجي يحول بينهم وبين فهم النصوص الشرعية علي وجهها الصحيح
وأكد مرصد الإفتاء أن بيوت الله من شعائره التي يجب أن تعظّم، مؤكدة أنه لا ظلم يفوق ظلم من منع ذكر الله في المساجد وسعى في خرابها وهدمها، وانتهاك حرمات المساجد، أو التعدي على إقامة ذكر الله فيها.
وأشار المرصد إلى أنه قد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث عن فضل المساجد وقدسيتها، ومنها ما روى الشيخان في صحيحيهما أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال- سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا - قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ - بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ)، ما روى أبو هريرة أنه - عليه الصلاة والسلام - قال (أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا).
ولفت مرصد دار الإفتاء النظر إلى أن القول بأن المساجد التي تحتوى على قبور يجب أن تهدم أو تفجر يعني أن أوّل مسجد يجب أن يفجر – حسب عقيدتهم - هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يضم قبره الشريف، وهذا ما لا ولن يقره أحد من المسلمين من مجتهديهم وعامتهم، بل هو مخالف لما عليه إجماع الأمة من زمن الصحابة الكرام إلى يومنا هذا.
وشدد مرصد الإفتاء أن ما يثار مِن أن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين هي صلاة باطلة فقولٌ مبتدَع لا سَنَد له، بل الصلاة في هذه المساجد صحيحة ومشروعة، وذلك بالأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسُّنَّة وفعل المسلمين سلفًا وخلفًا، والقول بتحريمها أو بطلانها قولٌ باطل لا يُلتَفَتُ إليه ولا يُعَوَّلُ عليه.
فيديو قد يعجبك: