على جمعة: هناك توافق بين الرحمة والرسالة المحمدية
كتبت - سماح محمد:
قال الدكتور على جمعة - مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف- إن هناك توافقًا بين الدعوة إلى الرحمة، وبين عنوان الرسالة المحمدية إلى الناس كافة.
واستشهد جمعة، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا مَن في الأرض يَرْحمْكم مَن في السماء» وفي رواية: «يَرْحَمُكُم مَن في السماء».
وقال جمعة: هذا الحديث يُسمَّى بحديث الأولِيَّة، لأن شيوخ الإسلام عَبر التاريخ كانوا يبدأون به مجالسهم، وهو أول حديث في الرواية، وهو المدخل الصحيح لتلقي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويلحظ جمعة القول أن هناك توافقًا بين الدعوة فيه إلى الرحمة، وبين عنوان الرسالة المحمدية التي وصف الله فيها نبيه فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، وفي قوله سبحانه وتعالى أول ما نقرأ في القرآن، أول آية في سورة الفاتحة: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ويكررها بعد الثناء عليه سبحانه وتعالى: {الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لم يقل سبحانه وتعالى في بداية الرسالة بسم الله الرحمن المنتقم، مرة للترغيب ومرة للترهيب، صفة من الجمال وصفة من الجلال، لكنَّه سبحانه وتعالى جعل الأمر جمالًا في جمال، وجعل الأمر مرتكزًا على الرحمة، وجعل الخطاب يُطمئن البشرية، وجعل الرحمة هي التي تشتمل على جميع القِيم والأخلاق والإحسان إلى الأكوان، إلى الإنسان، إلى كلام الرحمن سبحانه وتعالى.
وكتب فضيلة المفتى السابق معرفاً الرحمة بأنها قيمة عظمى تشتمل على كل القيم، وتتفرَّع عنها كل القيم، يتفرع عنها الرفق، يتفرع عنها الصدق، يتفرع عنها الشفافية، يتفرع عنها احترام الذات والثقة بالنفس، يتفرع عنها الحب؛ ولذلك كانت الرحمة هي أم القِيَم.
فيديو قد يعجبك: