سننٌ منسيّة (17): الدعاء في السفر والتأمير واستحباب صلاة ركعتين
كتب - إيهاب زكريا:
يقول الله (تعالى): {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.. [الحشر:7].
وانطلاقاً من هذه الآية الكريمة يرصد "مصراوي" بعض السنن الواردة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- إحياء لها وتذكيراً بها.
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا». (سنن ابن ماجة).
ومن السنن التي كان يحرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر:
• التأمير في السفر للثلاثة فما فوق
عن أبي هريرة - رضى الله عنه- قال رسول الله– صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان ثلاثة في سفرٍ فليؤمِّروا أحدهم».
قال نافع: فقلت لأبي سلمة أنت أميرنا؛ لأنهم كانوا في سفرٍ وفيه سرعة امتثال السلف - رضي الله عنهم - للسنة وانقيادهم لها. وهذا قد حسنه الألباني رحمه الله كما في الضعيفة وفي الصحيحة.
وقد ذكره البيهقي في السنن الكبرى جامع أبواب السفر باب: القوم يأمِّرون أحدهم إذا سافروا.
قال الخطابي في معالم السنن: (إنما أمروا بذلك؛ ليكون أمرهم جميعاً، ولا يتفرق بهم الرأي، ولا يقع بينهم خلاف فيعنتوا).
• دعاء السفر
- ومن دعاء النبي (ص) عند السفر ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كبر ثلاثاً، ثُم قَال: "سُبحَان الذِي سَخر لَنا هَذا وما كُنا له مُقرِنِين وإنِا إلى رَبُنا لمنقِلِبُون. اللهُم إنَا نَسألُك فِي سَفرِنا هَذا البِرَ والتقَوى، ومِن العَملِ مَا ترضى. اللهُم هوَن عليّنا سفَرنَا هَذا واطَو عنّا بُعده. اللّهم أنَت الصَاحِب فِي السّفر، والخَلِيفة فِي الأهَل، اللّهُم إنِي أعُوذُ بِك مِن وعثّاء السَفر، وكابَة المَنظر، وسُوء المُنقلب فِي المَالِ والأهَل والولَد".
وورد عنه (ص) أنه إذا رجع قالهن وزاد فيهن "آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون".
- عن خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من نزل منزلاً، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيءٌ، حتى يرتحل من منزله ذلك».أخرجه مسلم، ومالك والترمذي والنسائي في الكبرى، وابن ماجه والبغوي في شرح السنة، وابن حبان، وغيرهم.
• استحباب صلاة ركعتين في المسجد عند القدوم من السفر
- عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - قال: (خرجت مع رسول الله– صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ، فأبطأ بي جملي وأعيى... ثم قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قبلي، .وقدمت بالغداة، فجئت المسجد فوجدته على باب المسجد، قال: «الآن حين قدمت»؟ قلت نعم. قال: «فدع جملك وادخل فصلِّ ركعتين». قال: «فدخلت فصليتُ، ثم رجعتُ». أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
- عن كعب رضي الله عنه «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قدم من سفرٍ ضُحىً دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس». أخرجه البخاري ومسلم،
ولفظه «أن رسول الله كان لا يقدم من سفرٍ إلا نهارا ًفي الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس فيه». وأخرجه أبو داود.
- قال النووي:
(في هذه الأحاديث استحباب ركعتين للقادم من سفره في المسجد أول قدومه، وهذه الصلاة مقصودة للقدوم من السفر، لا أنها تحية المسجد، والأحاديث المذكورة صريحة فيما ذكرته).
- قال ابن القيم في الزاد، في ذكر فوائد القصة:
(ومنها أن السنة للقادم من السفر: أن يدخل البلد على وضوء، وأن يبدأ ببيت الله قبل بيته، فيصلي فيه ركعتين، ثم يجلس للمُسلِّمين، ثم ينصرف إلى أهله).
فيديو قد يعجبك: