هل يوجد تعارض بين التحدث بالنعمة والاستعانة بالكتمان لقضاء الحاجة؟
كتبت - سماح محمد:
طرحت الإعلامية دعاء فاروق سؤالاً على الشيخ محمد عبدالسميع - أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في لقاء متلفز عبر فضائية "النهار" من خلال برنامج "أسال مع دعاء" اليوم يقول: (وأما بنعمة ربك فحدث - استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان).. هل هما متعارضين ولا ماشيين بشكل متوازي ؟، وتفضل الشيخ على الإجابة قائلاً
قال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.. [الضحى : 9 -11]، خص الله تعالى هذه الأموار الثلاث بالآيات السابقة بالحبيب صلى الله عليه وسلم لما انعم عليه وخصه دون باقى البشرة من نعمة الرسالة ونعمة القرآن ونعمة النبوة، وقد أنعم الله علينا نحن المسلمين بالنعم المثيرة والتى يحب عند ذكرها التحلى ببعض الشروط ومنها:
- ألا تكون "ثرثارًا" أى كثير الكلام.
- تحرى الدقة لتعرف أنت تتكلم مع من، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب".. متفق عليه، وذلك تفادياً لحسرة يمكن أن تقع فى نفس المستمع وكذلك الحقد والحسد.
- انتفاء الرياء والسمعة، ويتجلى هذا المثال فى المتصدق الذى يظهر جزاء من عمله لتعرض التشبه به، ويخفى الجزء الآخر لقبول العمل.
واستكمل أمين الفتوى كلامه قائلاً: أما عن الحديث النبوى الشريف: استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها، فإن كل ذي نعمة محسود.. حديث صحيح، يدل على جواز كتمان النعم ، خوفاً من الحسد، وهذا الأمر شائع فى السريعة حسبما جاء فى قول نبى الله يعقوب محذرا ابنه نبى الله يوسف فى قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، وذلك وفقاً لتفسير أبن كثير "يؤخذ من هذا، الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر".
وأنهى الشيخ محمد عبدالسميع المعنى أن خلاصة الأمر أن الساري في الشريعة ينص بكتمان النعم لحين تحققها، وحين التحقق من حدوثها فعلى الإنسان أن يتحدث بها ولكن طبقاً للشروط السابق ذكرها.
فيديو قد يعجبك: