الصالحية.. أول مدرسة لتعليم المذاهب الأربعة في مكان واحد
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت - سارة عبد الخالق:
قرر أن يجمع المذاهب الأربعة تحت سقف واحد.. وجعل لكل أصحاب مذهب من مذاهب الفقه الأربعة درسا فيها.. فأنشأ هذه المدرسة التي مازالت بقاياها موجودة حتى الآن بشارع النحاسين بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي أنها مدرسة (الصالحية) أو مدرسة الملك الصالح نجم الدين أيوب.
كان صلاح الدين الأيوبي قد أولى اهتماما كبيرا بإنشاء المدارس من أجل دراسة المذاهب الأربعة، وكان مذهب الإمام الشافعي من أكثر المذاهب اهتماما به، وكان الهدف من ذلك - وفقا لما جاء في كتاب (الأصول الجمالية و الفلسفية للفن الإسلامي) لأنصار محمد عوض الله رفاعي - نشر المذهب السني، ومن هذه المدارس: (المدرسة الناصرية – المدرسة السيوفية التي يدرس بها مذهب الإمام أبي حنيفة – ومدرسة الملك الصالح نجم الدين أيوب).
يرصد مصراوي في السطور القادمة قصة أول مدرسة من هؤلاء اهتمت بتدريس المذاهب الأربعة في مكان واحد (مدرسة الملك الصالح نجم الدين أيوب) المعروفة باسم (المدرسة الصالحية) التي تعتبر من أشهر مباني القاهرة الأثرية.
" أنشأها الملك الصالح نجم الدين الأيوبي على رقعة من أرض القصر الفاطمي الكبير محل الباب المعروف بـ (باب الزهومة)، وقد فرغ من بنائها سنة (641 هـ - 1243 م)، و أعدها لتدريس المذاهب الأربعة"، وفقا لما جاء في كتاب (بين الآثار الإسلامية) لحسن عبد الوهاب.
وبذلك يعتبر الملك الصالح نجم الدين أيوب هو أول من قرر تدريس الفقه على المذاهب الأربعة في مدرسة واحدة في مصر، وفقا لما جاء في (مجالس الشورى فى عصر سلاطين المماليك) لعثمان على عطا، حيث جعل لكل أصحاب مذهب درسا فيها وذلك في عام 641 هـ، فهو بذلك يعد أول من عمل بديار مصر دروسا أربعة في مكان ما كما قال المقريزي.
وتتكون مدرسة الملك الصالح نجم الدين أيوب من "جزءين رئيسيين يفصلهما ممر وتعلو المدخل المئذنة، كما أن كل جزء يتكون من إيوانين متقابلين (الإيوان هو قاعة مسقوفة بثلاثة جدران فقط والجهة الرابعة مفتوحة تماما للهواء الطلق أو قد تكون مصفوفة بأعمدة أو يتقدمها رواق مفتوح وتطل على الصحن أو الفناء الداخلي)، بينهما فناء وملحق بالمدرسة ضريح بجوار الإيوان الغربي، وتعلوه قبة من الطوب وحوائط الضريح من الحجر وحديقة تحول القبة من المربع إلى الدائرة استخدمت فيها ثلاثة صفوف من المقرنصات - من عناصر العمارة الإسلامية، ويشبه المقرنص الواحد إذا أُخذ مفصولاً عن مجموعته محراباً صغيراً، أو جزءً طولياً منه - ، كما تم تكسية جدرانه من الداخل بالرخام الملون"، وفقا لما ذكر في كتاب (العمارة الإسلامية في مصر).
ولازالت بقايا هذه المدرسة موجودة في شارع المعز لدين الله الفاطمي، فقد تخربت هذه المدرسة، "ولم يبق منها سوى مدخلها المشتمل على نقوش دقيقة وكتابات تاريخية، وتعلوه المنارة، كما بقيت الوجهة الغريبة بشبابيكها المختلفة النقوش"، كما يوجد "الطرف البحرى من قبة الصالح نجم الدين التي أنشأتها له زوجته شجر الدر سنة 647 هـ - 1249 م، وقد امتازت هذه القبة بجمال تجارتها مع بساطتها، وبكسوة محرابها برخام دقيق وفسيفساء مذهبة"، وفقا لما جاء في (بين الآثار الإسلامية).
وقد انتهت شجر الدر من بناء هذه القبة (قبة الملك الصالح) عام 648 هـ لدفن زوجها الملك الصالح بعد وفاته أثناء أحداث معركة المنصورة الشهيرة ضد الصلبيين سنة (647 هجريا - 1249م) ، وفقا لما جاء في كتاب (الكمال بن الهمام ورسالته إعراب قوله (ص) كلمتان خفيفتان على اللسان) لكاتبه الكمال بن الهمام.
فيديو قد يعجبك: