خطبة الجمعة اليوم بعنوان: "حب الله ورسوله بين الحقيقة والادعاء"
كتب - أحمد الجندي:
نشرت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم والتى حملت عنوان" حب الله ورسوله بين الحقيقة والادعاء"، وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.
وأكدت الوزارة فى بيان لها ثقتها فى سعة أفق أئمتها العلمى والفكرى، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوى، مع استبعاد أى خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.
أوضح نص الخطبة أن محبة الله (عز وجل)، ومحبة رسوله (صلى الله عليه وسلم) أصل عظيم من أصول الإيمان، ومقام رفيع من أجل مقامات العبودية، لذا فقد أجمعة الأمة على أن حبه الله ورسوله فرض على كل مسلم ومسلمة، حيث يقول الحق سبحانه: (والذين آمنوا أشد حبا لله) ويقول نبينا: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
ومما لاشك فيه أن محبة الله ورسوله، هي أسمى الغايات وأعلى الدرجات وكل مقام يبلغه العبد بعد محبة الله ورسوله إنما هي من ثمرات هذة المحبة وآثارها، وفي هذا يقول نبينا: (ثلات من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، ان يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وان يكره أن يعود في الكقر كما يكره ان يقذف في النار، ولله در القائلة:
أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ
وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل لـِذَاك
فأما الذى هُوَ حُبُ الهَوىٰ
فَشُغْلِى بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكْ
وامّـا الذى أنْتَ أهلٌ لَهُ
فَلَسْتُ أرىٰ الكَوْنِ حَتىٰ أراكْ
فلا الحَمْدُ فى ذا ولا ذاكَ لي
ولكنْ لكَ الحَمْدُ فِى ذا وذاك
ولقد توعد الحق سبحانه وتعالى من قدم حب عرض الدنيا على حب الله وحب رسوله فقال: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
ولقد ضرب لنا أصحاب النبي أروع الأمثلة في حقيقة المحبة الصادقة لله ورسوله، فلقد أحب الصحابة رضوان الله عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم حُباً فاق كل حب فآثروه على المال والولد وآية ذلك إتباعهم لتعاليمه صلى الله عليه وسلم وابتعادهم عن نواهيه، وقد روي أن عمر قال للرسول صلى الله عليه وسلم: "والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي"؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه»، فقال عمر: "فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي"؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر» .
ومن حبهم رضوان الله عليهم له خوفهم من فراقه، ومن يألفه عليه الصلاة والسلام ويتعامل معه فلا شك أنه سيجزع لفراقه فهو مصدر أمن وأمان لأصحابه؛ كيف لا وهو الذي قد أنقذهم من جاهليتهم العمياء إلى نور الإسلام المبين، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعاملهم كل حسب طبعه وسنه فهو الأب الحاني لكل طفل، وهو الأخ العائن لكل مسلم، وهو النصير المساعد لكل محتاج، وهو السند والذخر لكل يتيم.
ومن صور إخلاصهم رضوان الله عليهم في محبته عليه الصلاة والسلام، السعي والتنافس في محبته، فكل منهم حريص أن يفوز بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له أكثر من غيره وهكذا اجتهدوا رضوان الله عليهم في محبته وإخلاص النية في وده. روى أسامة بن زيد عن أبيه قال: "اجتمع علي و جعفر و زيد بن حارثة فقال جعفر: "أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقال علي: "أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقال زيد: " أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقالوا: "انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله، قال أسامة: "فجاءوا يستأذنونه"، فقال: «أخرج فانظر من هؤلاء»، فقلت: "هذا جعفر وعلي وزيد"، فقال : «إئذن لهم»، فدخلوا، فقالوا: "يا رسول الله من أحب إليك ؟" قال: «فاطمة» ، قالوا :"نسألك عن الرجال"، فقال: «أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقي خلقك وإنك مني وشجرتي، وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيد فمولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي»، ففضل زيداً وكرَّم الآخرين (مجمع الزوائد: 9/277).
فيديو قد يعجبك: