على جمعة: التشدد لا يناسب الدين ولا ينتمي إلى الإسلام
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إنه عندما يخرج أحد ويريد أن يتدين ويظن أنه بتدينه أنه قد تعلم فهو مخطئ.
وأضاف جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك أن العلم له أركانه، العلم لابد أن يكون عن أستاذ فإذا فقدت الأستاذ وفقدت الشيخ فكيف تتعلم؟! يتعلم من الكتاب، أين العلوم المساعدة؟ من الذي امتحنك؟ من الذي أجازك؟ وأجازك بأي درجة؟ وأجازك في أي مستوى؟ وأجازك في أي تخصص؟ ولذلك لابد أن نتعلم، مؤسسات التعلم مفتوحة وليس من ضمنها أن تقرأ الكتاب على سريرك، من أنت؟ ولذلك اهتم الأمريكان جدًا عندما أرادوا أن يتكلموا في العلم بـ who is who -من هذا-؟ وعملوا مجلدات حتى يترجموا لكل إنسان، ولا يقبلون إلا من المرجع، وربنا يقول سبحانه وتعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ، {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} ، {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} وفسروها بالعلماء.
وتابع المفتي السابق أنه لابد علينا أن يكون لنا مرجعية، وهذه المرجعية هي كتاب الله وسنة الرسول بقراءة العلماء وليس بتشهي المتشددين، سيدنا رسول الله ﷺ يقول: «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق»، ويقول ﷺ : «من رغب عن سنتي فليس مني»، ويقول ﷺ : «هلك المتنطعون»، ويقول ﷺ: «إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه»، وربنا يقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، ويقول سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ، ويقول ﷺ: «إنما أنا رحمة مهداة»، ويقول ﷺ : «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» ونجد المتشدد مع جهامة الوجه ومع شعث اللحية يخرج ويقول: أنا على سنة رسول الله فيكره الناس -والعياذ بالله تعالى وحسبنا الله ونعم الوكيل- في سيد الخلق الذي كان أجمل الناس:
وَأَجْمَلُ مِنكَ لَم تَرَقَطُّ عَينِي *** ... وَأَجْمَلُ مِنكَ لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ
خُلِقْتَ مُبَرَّئًا مِن كُلِّ عّيبٍ ... *** ... كَأَنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ كَمَا تَشَاءُ
وبين جمعة أنه ﷺ سيد الخلق هذا هو مثاله؟! أبدًا والله ما كان هكذا، كان أجمل الناس، وكان أرحم الناس، وكان أرفق الناس، وكان يتبسم، وكان يضحك حتى تظهر نواجذه -ضرس العقل-، وكان يحب كل شيءٍ جميل، وقال ﷺ : «إن الله جميلٌ يحب الجمال»، ما هذا الذي يحدث؟.
وكتب فضيلته أن هذا التشدد الحاصل هو تشدد مقيت لا يناسب الدين ولا ينتمي إلى الإسلام ولا ينتمي إلى العصر، بل هو حائل وحاجز وحائط بين الناس وبين خالقهم؛ فهم يصدون عن سبيل الله بغير علم؛ وذلك أنهم أحبوا الزعامة والتصدر وأن يتشبع أحدهم بما ليس فيه، والنبي ﷺ يقول: «من غشنا فليس منا» ويقول: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» نعم إنه يدعي العلم وليس بعالم وهذا يسمى عند أهل العلم الشغب، فهو يشاغب على الخلق يقول: إنه عالم، وكثير من الناس الطيبين المخلصين يصدقونه، هو له لحية وله ملابس يدعي فيها العلم، سبحان الله أين القرآن؟ وأين السنة؟ وإذا ذهب إلى القرآن والسنة فإنه يذهب إلى ظاهرها لا إلى حقيقتها فلا يعلم حقائق الأشياء ولا يعلم حقائق الأحكام، ثم يتصدر قبل أن يتعلم، ويتكلم قبل أن يتفقه.
فيديو قد يعجبك: