كان كنيسة مهجورة.. بالصور: افتتاح مسجد النور في ألمانيا للصلاة ومحاربة الإسلاموفوبيا

كتبت - سماح محمد:

افتتحت الجالية المسلمة في هامبورج الألمانية، أمس الخميس، "مسجد النور" الذي جمع شمل الأفراد المسلمين من كافة الجنسيات في المدينة، وهو البناء الذي كان كنيسة إنجيلية شيدت عام 1961م وأغلقت 2002م نظراً لقلة روادها وبيعت لمستثمر ثم قام ببيعها للجالية المسلمة بهامبورج في 2012م، والتى دام العمل بها لمدة خمس سنوات، وقد ساهمت دولة الكويت العربية بمبلغ مليون ونصف المليون دولار لصالح عملية ترميم وتحويل الكنيسة إلى مسجد.

يذكر أن مدينة هامبورج الإلمانية يبلغ عدد سكانها نحو 1.8 مليون نسمة، وتقدر الإحصاءات الرسمية عدد المسلمين فيها بأكثر من 150 ألف نسمة، يشكلون 6% من السكان. وتقدر تكلفة إنشاء مسجد النور نحو خمسة ملايين يورو.

قال دانيل عابدين - رئيس مجلس الشورى ومؤسسة مسجد النور في هامبورج - لجريدة "أمل برلين" والمنشور عبر الموقع الرسمى لها على هامش الافتتاح: "تطلب العمل الكثير من الجهد والتعب والذى بدأ عام 2013 بجمع التبرعات لشراء المكان، في البداية لم نكن نتوقع شراء كنيسة لتصبح فيما بعد مسجدا، إلا أن الصدفة جعلتنا نقوم بشراء كنيسة مهجورة منذ سنوات. كنا نتوقع إنجاز العمل بشكلٍ أسرع، لكننا لم نستطع تحقيق حلمنا هذا إلا بعد خمس سنوات مصحوبة بالكثير من العمل والجهد".

وأضاف عابدين: "لم نغير كثيراً داخل المبنى، فقط أحضرنا السجاد من تركيا ووضعناه ليصلى عليه بدلا من الكراسي التي كانت موجودة في وقت سابق، وتم إهداء الأيقونات والصليب في المبنى الأساسي إلى الكنيسة الإنجيلية في هامبورج، ووضع مكان الصليب في أعلى منارة المبنى كلمة الله كرمز لجميع البشر، فالله بالألمانية Der Gott".

ووصف عابدين الحدث بالفريد من نوعه قائلاً: "بيع كنيسة لجالية مسلمة لن يحدث ولن يتكرر مرة أخرى بسبب القانون الألماني الذي يحظر بيع الكنائس للمسلمين، لكن موقع مسجد النور تم شراؤه من مستثمر ابتاع مبنى الكنيسة بوقت سابق، ثم باعها للجالية المسلمة في هامبورغ ممثلة بمؤسسة النور".

وعن منهج مسجد النور ودوره بتوعية المسلمين في هامبورج، أجاب عابدين: "مؤسسة النور ستكافح الإسلاموفوبيا، ومنهج المسجد هو الوسطية، كما سيكون على عاتق القائمين في المسجد نقل الصورة الصحيحة عن الإسلام، وأطمح أن يكون مسجد ومؤسسة النور قدوة لكل ألمانيا، المسلمين وغير المسلمين على حد سواء".

من جانبه، قال مستشار مجلس ولاية هامبورغ الدكتور كريستوف كرووب: "ترميم الكنيسة وتحويلها إلى مسجد تحدث عنه العديد من القائمين على مسجد النور، وقالوا إن مسجدهم ليس فقط نمطا جديدا في ألمانيا بل هو استثناء، أعتقد أنهم أذكياء فقد تمكنوا من إقناع جيرانهم الألمان ذوي الغالبية المسيحية بأن يكون المسجد متواجدا بينهم، وبكل سرور استقبل سكان الحي جارهم الجديد. الآن سيكون الدور على الجيران الجدد العمل بجد لضمان استمرارهم ونجاحهم في موقعهم الجديد".

أما عن إمام مسجد النور ورئيس الوقف الديني في هامبورج الشيخ سمير الرجب، فقد تحدث عن سعادته بافتتاح المسجد وانتهاء معاناة الصلاة بموقع مسجد النور السابق (قبو جراج سيارات) لما يقارب 15 عاماً.. "الآن سيتمكن المسلمون من ممارسة شعائرهم الدينية وسط جو يسوده الهدوء والراحة".