لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد دنانير الروم ودراهم فارس.. كيف سكّ المسلمون عملتهم؟ (صور)

08:21 م الثلاثاء 25 ديسمبر 2018

كتبت - سارة عبدالخالق:

تسهل العملات النقدية عمليات التبادل التجاري، وتجعل هناك لغة مشتركة بين البائع والمشتري، وهي تختلف الآن من دولة لأخرى.. فكيف كانت حال العملة أيام الدولة الإسلامية؟.. وهل كانت هناك عملة خاصة بالمسلمين؟ ومتى ظهرت؟.. هذا ما يرصده مصراوي في التقرير التالي:

لم يكن للمسلمين عملة نقدية خاصة بهم، فتعاملوا بدنانير الروم الذهبية ودراهم فارس الفضية، فلم تكن الحاجة ملحة للمسلمين في بداية الأمر إلى سك عملات خاصة بهم، بل كان هدفهم وهمهم الأول هو نجاح الدعوة الإسلامية وتوطيد أركان الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى نشر الإسلام؛ كما أشار عبدالسلام كمال في كتابه (الحضارة الإسلامية ثقافة وفن وعمران).

يقول البلاذري في كتابه (فتوح البلدان): "كانت دنانير هرقل ترد على أهل مكة في الجاهلية، وترد عليهم دراهم فارس البغلية، فكانوا لا يتبايعون إلا على أنه تبر، وكان المثقال عندهم معروف الوزن، وزنه اثنان وعشرون قيراطا إلا كسرا ووزن العشرة.. سبعة مثاقيل، فكان الرطل اثنتي عشرة أوقية، وكل أوقية أربعين درهما، فأقر الرسول (صلى الله عليه، وسلم ذلك)".

وعندما استُخلف الصديق- رضي الله عنه- لم يغير شيئا، وصار على نهج النبي في استخدام العملات النقدية الموجودة وقتها، ولم يخصص عملة محددة خاصة بالمسلمين، لأنه لم يكن قد تفرغ بعد من الجهاد وتدبير شؤون الدولة، بالإضافة إلى عدم توافر كميات مناسبة من المعادن، تسمح بسك عدد وفير من العملات، وفقا لما جاء في (موجز النقود والسياسة النقدية) لزكريا مهران باشا.

لكن على الرغم من ذلك كانت هناك إرهاصات مبدئية وبدايات أولية لمحاولة سك النقود من بعض الخلفاء والأمراء المسلمين، جاءت معظمها على طراز النقود الفارسية والبيزنطية، ولم يتم تداولها رسميًا.

وعندما تولى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- الخلافة بعد مبايعته، أقر النقود على حالها في بادئ الأمر، ثم عمل على ضرب الدراهم على نقش كسرويه، ولكنه زاد في بعضها "الحمد لله"، "وفي بعض آخر "محمد رسول الله"، وفي جزء آخر "لا إله إلا الله"، وفي آخر "عمر"، وكان وزن كل عشرة دراهم ستة مثاقيل، وفقا لما جاء في مخطوطة (شذور العقود في ذكر النقود) للمقريزي.

وسار عثمان- رضي الله عنه- على نهج من سبقه في أوزان العملات، إلا أنه زاد دراهم مكتوبًا عليها "الله أكبر"، وفقا للمقريزي.

ثم جاء علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- فقام بسك دراهم وكتب إحدى الكلمات التالية باللغة الكوفية "بسم الله" ، "بسم الله ربي" ، "ربي الله"، وفقا لما جاء في (الدرهم الإسلامي المضروب على الطراز الساساني) لناصر السيد محمود النقشبندي.

ومنذ عهد معاوية بن أبي سفيان، بدأ تصغير قيمة الدراهم، بطلبٍ من واليه على العراق زياد بن أبيه، فأصبحت قيمة كل عشرة دراهم نحو سبعة مثاقيل، ونقش على المثاقيل حتى تشبه في شكلها الدراهم، كما بلغت قيمة الدرهم الواحد ستة دوانيق، أو خمسة عشر قيراطاً، كما "كان ينقش على الدنانير في عهد معاوية صورة تمثالٍ يتقلَّد سيفاً"، وفقا لمخطوطة المقريزي.

ويعتبر عبدالله بن الزبير هو أول من ضرب الدراهم المستديرة في تاريخ الإسلام، وكان ما ضرب منها قبل ذلك ممسوحا، غليظا، قصيرا، فدورها عبد الله، ونقش على أحد وجهي الدراهم "محمَّد رسول الله" وعلى الآخر "أمر الله بالوفاء والعدل"، وضرب أخوه مصعب بن الزبير دراهم في العراق، وأعطاها الناس في العطاء، حتى قدم الحجاج بن يوسف العراق، من قبل أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان، فغيرها.

وعندما تولى عبد الملك بن مروان الحكم، بدأ بضرب النقود لأول مرة باللغة العربية، ويعتبر هو "أول من أوجد نقدا إسلاميًا خالصًا، وفرض التعامل به، وبذلك أبطل التعامل بغيره من النقود الأخرى التي كان يجري التعامل بها، وفقا لما جاء في كتاب (توحيد العملات النقدية وأثره في اقتصاد الدول المتقدمة والنامية) لمحمد رشدي إبراهيم مسعود.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان