د. علي جمعة: هكذا شرّف الله تعالى سيدنا النبيّ وعظّمه واصطفاه
كتب - إيهاب زكريا:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الله سبحانه وتعالى شرف سيدنا النبي ﷺ ، فامتدح كل مواطن المدح والشرف المتعلقة به، فأثنى على نسبه، وأعظم قدر نسائه رضي الله عنهن، وحفظ المكان الذي يقيم فيه وأعلى شأنه وأقسم به، ومن مدحه لنسبه الشريف قال تعالى: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير تلك الآية: (أي في أصلاب الآباء آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبياً).
وأضاف فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، أن النبي ﷺ أنسب الناس على الإطلاق، كما أخبر ﷺ بنفسه عن ذلك، فعن واثلة بن الأسقع أن النبي ﷺ قال: (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم). وعن عمه العباس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم، ثمّ تخيَّر القبائل فجعلني من خير قبيلةٍ، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً).
وتابع فضيلته: أثنى ربنا سبحانه وتعالى على نساءه رضي الله عنهن، وما بلغن هذا المبلغ إلا لتعلقهن بجنابه ﷺ فقال سبحانه وتعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ) ، وقال سبحانه في نفس هذا المعنى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ).
ولما تعلق الزمان بالنبي ﷺ مدحه بل عظمه، إذ أقسم بعمره ﷺ ، فقال تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) ، ولم يقسم الله بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى ﷺ.
وكتب جمعة: جعل ربنا خير الأزمان زمن بعثته، فقد صح عنه ﷺ أنه قال: (خير القرون قرني) ، وقوله ﷺ (إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم). فشرف الزمان الذي بعثه فيه، وعظم الزمان الذي أبقاه فيه في هذه الدنيا، ولولا تعلق هذين الزمنين بجنانه العظيم ﷺ ما حظيا بهذا التكريم.
وشرف الله المكان الذي تعلق بجانبه العظيم ﷺ ؛ حيث أقسم بمكة ما دام النبي ﷺ يقيم فيها فقال تعالى: (لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ).
وشرف الله المدينة وجعلها حرم آخر لا لشيء إلا لتعلقها بجنابه الأعظم ﷺ ، وجعل الله ثواب الصلاة في المسجد الذي نسبه النبي ﷺ لنفسه مضاعفة ألف مرة من أي مكان آخر عدا المسجد الحرام.
فاللهم صل وسلم وبارك على سيد الكائنات ﷺ صاحب الخلق الرفيع الذي شرف هذا الكون ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضيق إلى السعة، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الضلالة إلى الهدى.
فيديو قد يعجبك: