شيخ الأزهر يوضح الحكمة من إمامة الرسول محمد للأنبياء في المسجد الأقصى
كتب - أحمد الجندي:
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنه ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- صلى بالأنبياء إمامًا في رحلته إلى بيت المقدس -الإسراء والمعراج-.
قال «الطيب» خلال حديثه الأسبوعي على الفضائية المصرية، إن هناك حكمة من إمامة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بالأنبياء في المسجد الأقصى، وهي كأنهم يقولون إن القائمين على هذا المكان لم يعودوا أهلًا للإمامة، وإنما تتسلم أنت يا محمد الإمامة، وترجع بها إلى الكعبة، وأن يتحول الناس في صلاتهم نحو الكعبة المشرفة.
وأشار إلى أن إمامة النبي محمد للأنبياء في المسجد الأقصى بمثابة مراسم احتفال من نقل العهد من مكان لآخر، حيث تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة بسبب ظلم سيقع في هذه المنطقة، ولأنه سيسود فيها الظالمون، ويجب ألا يكونوا هم سندة العدل الإلهي ولا الإمامة ولا الرسالة التي استمرت مع إسحاق وأبنائه من الأنبياء، ثم انتقلت إلى محمد، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.. [البقرة : 124].
وشدد على أن نقل القبلة من المسجد الأقصى لا يعنى أنه مكان غير مقدس، فقد حمل راية الرسالة، ولا يزال يحملها، فهو مكان مقدس لدى المسلمين والمسيحيين واليهود الحقيقيين أصحاب الأديان.
وتابع: إن القدس توصف بالنسبة للمسلمين بأوصاف ثلاثة: «أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج»، مشيرًا إلى أن البعض يحفظ هذه العبارات الثلاث ولا يقف عند معناها.
وبيّن الإمام الأكبر أن المقصود بـ«مسرى رسول الله»، أي أن القدس كانت شاهدة على معجزة الإسراء والمعراج التي حدثت للرسول -صلى الله عليه وسلم- وصلى في المسجد الأقصى مع الأنبياء، مستشهدًا بقول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.. [الإسراء : 1].
وأشار إلى أن المقصود بـ«أولى القبلتين» أن المسلمين صلّوا أثناء وجودهم في مكة نحو بيت المقدس، وكما صلوا بعد الهجرة النّبويّة الشّريفة نحو ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا قبل أن تحوّل القبلة إلى مكّة بأمر إلهي، كما ورد في قوله تعالى: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}.. [البقرة : 144]، منبهًا على أن أي مساس بالقبلة الأولى للمسلمين هو مساس بالقبلة الثانية على وجه المساواة، مؤكدًا أن الأقصى مقدس لنا كالمسجد الحرام.
وأكمل: أما المقصود بثالث الحرمين: أي «الحرم المكي والحرم المدني والحرم القدسي»، وورد في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِد: المَسْجِدِ الحَرَام وَمَسْجِدِي هَذَا وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى».
فيديو قد يعجبك: