مرصد الأزهر: باحث إسرائيلي يشهد بالتسامح الديني الإسلامي منذ القرن السابع
كتبت - سماح محمد:
نقل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن فضائية عبرية خبرا عن باحث إسرائيلي يشهد بالتسامح الديني الإسلامي منذ القرن السابع الميلادي.
وذكر المرصد عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أن موقع "القناة السابعة" العبرية أفاد باكتشاف قطعة نحاسية تحمل صليبًا تزن نحو 160 جرامًا، خلال الحفريات الأثرية لجامعة حيفا في مدينة "سوسيتا"، والتي كشفت أدلة فريدة وأولى من نوعها، عن العلاقات الطيبة والمتسامحة بين السكان المسيحيين والحكام المسلمين الجدد في منتصف القرن السابع الميلادي.
وعلق الدكتور "ميخائيل إيزنبرج"، من معهد الآثار في جامعة حيفا، ورئيس وفد حفريات مدينة "سوسيتا" على هذا الأمر قائلًا: "بشكل عشوائي تقريبًا، وجدنا بقعة على القطعة النحاسية تغطي صليبًا نحاسيًّا. كنا على يقين في البداية أنها مجرد أوساخ، لكنه كان بالفعل غطاءً لرمزٍ ديني مسيحي، يتعامل به السكان المسيحيون خلال الحكم الإسلامي.
وأضاف الباحث: أن هناك العديد من الأدلة التاريخية التي توضح أن الحكم الإسلامي تعامل، على الأقل، بتسامح ديني كبير مع السكان المسيحيين.
وأوضح المرصد: يمكن العثور على أدلة أخرى في مدينة "سوسيتا" ذاتها، حيث كان يوجد هناك سبعة كنائس على الأقل، ظلت تعمل وتمارس أداء الطقوس الدينية خلال تلك الفترة، ولم نجد أية آثار تخريب أو هدم فيها من قبل الحكام المسلمين. كذلك لم تشكل الصلبان البازلتية الضخمة التي عثر عليها خلال الحفريات، والتي زينت أعالى الكنائس أية مشكلة مع الحكم الإسلامي وقتئذٍ. لذلك فإن هذا الاكتشاف الأثري الصغير الذي يزن 160 جرامًا، يقدم دليلًا فريدًا من نوعه عن نسيج العلاقات الطيب والمتسامح بين الحكم الإسلامي والسكان القدامى آنذاك.
جديرٌ بالذكر أن "سوسيتا" مسمى آرامي، أُطلق على المدينة تشبيهًا لها بعنق الحصان، وهو ما يظهر عند النظر إليها من مكان مرتفع. ويُطلق عليها باليونانية "هيبوس"، أما العرب يطلقون عليها اسم قلعة "الحصن".
وقد استُوطِنت المنطقة منذ ما يقرب من 2500 عام، وتطورت إلى مدينة في العصرين اليوناني والروماني. وهي تتخذ موقعها على أطراف هضبة الجولان الجنوبية الغربية، وتطل على بحيرة طبريا عن بعد 2 كم، وتعلو عن سطح البحر 350 م.
وخلال الحقبة البيزنطية انتشرت الديانة المسيحية؛ فأُقيمت الكثير من الكنائس، وازدادت الهجرة إلى المنطقة، فشهدت المدينة بالتالي تطوراً جديداً وملحوظاً.
ومع الفتح الإسلامي لشمال الجزيرة العربية، ظلت المدينة على نصرانيتها، إذ أن القائد العربي "شرحبيل بن حسنة" فتحهاعام 635م سلمًا دون مقاومة، وأعطى على إثر ذلك الأمان لأهلها على أرواحهم وممتلكاتهم وعقائدهم، وفي هذا العهد تغير اسمها إلى "الحصن"، لكن الكارثة لم تمهلها طويلاً؛ ففي العام 749 م دمرها زلزال قوي، ولم تُستوطن بعد ذلك مطلقًا.
ويذكر انه فى عام 1948م احتلتها قوات الكيان الصهيوني، وظلت موقعًا عسكريًّا متقدّمًا حتى يونيو 1967م، وقد بنت إسرائيل جهاز روافع لنقل الإمدادات إلى هذا الموقع، وما زالت بقايا هذا المشروع ظاهرة للعيان عند المنحدر الغربي.
ويؤكد مرصد الأزهر أن تعاليم الإسلام تدعو دائمًا إلى التسامح والتعايش الإيجابي مع الآخر، كما أنه الإسلام يربي أتباعه على التعامل برفق ولين مع أصحاب الديانات السماوية، ويؤكد ذلك ما يعرفه التاريخ من أن المسلمين لم يُكرهوا أحدًا على الدخول في الإسلام، فالحرية الدينية مكفولة للجميع، وتعدّ مبدأ من المبادئ الإسلامية الأساسية.
فيديو قد يعجبك: