فضل العشر من ذي الحجة.. تعرف على الأعمال المستحبة في الأيام المباركة
إعداد - سارة عبد الخالق
عشر ذي الحجة.. مع بداية هذه الأيام العشرة نستشعر معها نفحات ونسائم الحج، هذه الفريضة الغالية التي تشتاق إليها القلوب والأنفس وتتجدد كل عام مع بداية ذهاب أفواج الحجيج إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج..
هذه الأيام التي أقسم الله تعالى بها في كتابه العزيز عندما قال في سورة الفجر (آية: 2): { وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، هذه الأيام المباركات التي جاء في فضلها وخيرها الكثير والكثير.
جاء في تفسير السعدي لهذه الآية الكريمة: "وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها".
وجاء أيضا في تفسير ابن كثير: أن "الليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. وقد ثبت في صحيح البخاري، عن ابن عباس مرفوعا: "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام" - يعني عشر ذي الحجة - قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
وقال جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (أفضل أيام الدنيا أيام العشر) – صحيح الجامع.
ولكون هذه الأيام هي أيام بركة وطاعات يمن الله بها على عباده سواء استطاعوا أن يذهبوا للحج أو لم يكتب لهم الحج بعد، جاء في كتاب خطب الجمعة المعاصرة للدكتور محمد مختار المفتي أن: "هذه الأيام العشر من ذي الحجة هي الفرصة لكل المؤمنين في الأرض.. هذه مناسبة سنوية لا تحصل في العام إلا مرة واحدة.. مما يعني أننا يجب أن نستغل هذه الأيام العشر خير استغلال، حتى نكون كمن حج تماما، فاغتنم هذه الايام فإنها سريعة الانقضاء إلى أن يكتب الله عز وجل لك حجا لاتضيع وقتا.. قد فتح الله عليك أبواب الخير على مصراعيها، فأعمال الخير لاتنتهي، وأبواب الجنة لا تغلق في وجه طالبيها، ورحمة الله واسعة".
فهذه الأيام هي أيام طاعة وعبادة والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى، وقد ورد في فضل هذه الأيام العطرة المباركة عدة أحاديث شريفة تتحدث عن فضلها وعن الأعمال المستحبة في مثل هذه الأيام، وفي التقرير التالي يقدم مصراوي بعض الأعمال المستحبة التي يتقرب منها العباد لربهم في هذه الأيام العشرة في ضوء الكتاب والسنة وأقوال العلماء، ومنها :
1- ذكر الله
يقول الله تعالى في سورة الحج (آية: 28): {... وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ...}
وقد ورد في الحديث الشريف الحث على ذكر الله في هذه الأيام العشر بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، فعن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير) - مجمع الزوائد.
وقال البخاري: وقال ابن عباس: (واذكروا الله في أيام معلومات) أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق قال: وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، قال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتَج منى تكبيرا.
2- الصيام
وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما -، وممن قال بفضل صومه الحسن وابن سيرين وقتادة، وهو قول أكثر العلماء.
وفي هذه الأيام يومٌ صيامه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وهو صيام يوم عرفة، فعن أبي قتادة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده) – صحيح الجامع.
3- قيام الليل
وذكر ابن رجب الحنبلي في كتاب لطائف المعارف أن: "قيام ليالي العشر، فمستحب".
وكان سعيد بن جبير – وهو رواي هذا الحديث -، عن ابن عباس – رضي الله عنه – إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال: " لا تطفئوا سرُجُكم ليالي العشر "، تعجبه العبادة – كما جاء في كتاب سير أعلام النبلاء.
4- الصدقة وغيرها
وفي فضل الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة ما يؤكده قول الحافظ ابن حجر العسقلاني (في كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري) والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتي ذلك في غيره.
* المصادر:
- باب الحث على الذكر والطاعة في أيام العشر وأيام التشريق .. في كتاب نيل الأوطار شرح منتقي الأخبار من أحاديث سيد الأخيار الجزء الثالث)
- كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري
- كتاب لطائف المعارف
- كتاب سير أعلام النبلاء
- كتاب خطب الجمعة المعاصرة لمحمد مختار المفتي
فيديو قد يعجبك: