مع بداية العام الدراسي.. 10 نصائح من "الأزهر" للطلاب

كتب ـ محمد قادوس:

تزامنا مع بداية العام الدراسي الجديد، قدم مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى مجموعة من النصائح للطلاب على صفحه الرسمية التابعة للأزهر الشريف.

ومن النصائح التي عرضها مركز الأزهر:

1. استقبل عامك الدراسي الجديد بالتفاؤل، ولا تستمع للمتشائمين، قال صلى الله عليه وسلم: «..وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ» قِيلَ: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ». مُتفق عليه، قال الحليميُّ: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعجبه الفأل؛ لأنّ التّشاؤم سوء ظنّ بالله تعالى بغير سبب محقّق، والتّفاؤل حسن ظنّ به، والمؤمن مأمور بحسن الظّنّ بالله تعالى على كلّ حال). [فتح الباري لابن حجر العسقلاني]

2. استقبل عامك الدراسي الجديد بنشاط، ويقظة، وإقبال على العلم، واستعذ بالله من الكسل، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله منه ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ...» أخرجه البخاري.

3. استقبل عامك الدراسي الجديد بانضباط ومحافظة على الوقت، فوقتك هو عمرك، وعمرك هو رأس مالك، وأدِّ دورك؛ فكل شيء حولك يسير وفق نظام لا يتخلف؛ ليؤدي دوره الذي أنيط به، قال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 38 – 40].

4. احرص على تعلم الجديد دائمًا؛ فأهل العلم هم أخشى الناس لله عز وجل، قال –تعالى-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر:28]، وأعمار معارفهم أطول من أعمارهم، ومنافعهم متعدية؛ لهذا رفع الله عز وجل درجتهم فقال: {…يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ…} [المجادلة:11]

5. وعليك أيها الطالب أن تعرف قيمة المعلم؛ فالمعلم له دور كبير في بناء شخصية طلابه، والارتقاء بمستواهم التربوي والمعرفي؛ ولهذا ينبغي أن يُعامَل بإجلال واحترام، وأن تكون نظرتك إليه نظرة تأدب واقتداء، فقد ذكر لرسول الله –صلى الله صلى الله عليه وسلم-رجلان أحدهما عابد والأخر عالم فقال: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) ، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير)، وانظر إلى حوار سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح لما كان سيدنا موسى متعلمًا بين يديه، قال سبحانه وتعالى على لسان كليمه: {…هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}. [الكهف: 66-69].

6. لا تتردد أن تسأل معلميك لتزداد معرفتُك، ولا يحملنك حياؤك على ترك الاستيضاح إن احتجت إليه، قال مجاهد: «لاَ يَتَعَلَّمُ العِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلاَ مُسْتَكْبِرٌ» صحيح الإمام البُخاري.

7. وعليك أيها الطالب أن تعرف أن وجودك بين زملاءَ متميزين؛ ينمي مهارتك، ويزيد نشاطك، فاختر صحبةً دراسية صالحة، وخالقهم بخلق حسن، قال صلى الله عليه وسلم: «…وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» أخرجه الترمذي.

8. ولا بد أن تعلم أيها الطالب أن مكانك الذي تتلقى فيه الدراسة له حق عليك، سواء أكان كلية أو مدرسة أو معهدًا، وحقّه أن تحافظ على صلاحيته لأداء رسالته من بعدك، ونظافته، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ...» أخرجه مسلم.

9. وعليك أن تبدأ عامك الدراسي واضعًا هدفك أمام عينيك، وسِرْ في طريق الوصول إليه بطمأنينة، ولا يشغلنك عنه شاغل، وليكن هدفك عاليًا غاليًا، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، وَمَعَالِيَ الْأُمُورِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا». أخرجه الحاكم في مُستدركه، وقال صلى الله عليه وسلم: «فِي الجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً وَمِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ الأَرْبَعَةُ، وَمِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ العَرْشُ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ» أخرجه الترمذي.