علي جمعة: الصلوات الخمس هبة الله لربط قلوب العباد بالخالق
كتب - أحمد الجندي:
قال الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق، إن الله تعالى خلق الخلق وأمرنا أن نتمتع به في حله ولذلك يقول –سبحانه وتعالى-: (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ) أمر ونهى, (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ القِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) , يعلمون الحق ولا يلبسونه بالباطل, ولا يدجلون على الناس بأن المسلم يكره الحياة.
وتابع "جمعة" على صفحته بموقع "فيسبوك": لأن المسلم في أصل عقيدته يرى الحياة منة من الله, فهو يحب الحياة لحب الله, لكنه لا يحب الفساد لأنه جل جلاله لا يحب المفسدين (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ) [الأعراف:31].. المسلم يحب الحياة لأنه لا يجد حجابا بينه وبين ربه, ولا ينسى نصيبه من الدنيا فيتمتع بها وبطيباتها وبحلها كما أمره الله, ولا يعدو فوق ذلك, ويجعل كل تصرفه لله, وقلبه معلق في حالة دائمة بالله, فهو يفعل لله ويترك لله ويقوم لله ويقعد لله, هذا هو المسلم الذي يحب الحياة.
وكتب فضيلته: أيها المسلم تمسك بهذه الآية الدستور وتأمل فيها وسر عليها : أولا : (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ).. ثانيا: (وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا).. ثالثا: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ).. رابعا: (وَلَا تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ), ولا تطع أحدا من المفسدين, ولا تعد عيناك عن المؤمنين, فإن الله –سبحانه وتعالى- يرضى عنك برضاه ويهديك بهدايته ويرحمك برحمته, قال –سبحانه وتعالى- : (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة:10], وقال: (وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77].
وأوضح المفتي السابق أن الله قد فرض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة, وليس هناك دين قد علق أتباعه قلوبهم بربهم كالإسلام, فهم على صلواتهم دائمون, وفي الصلاة أمرنا ربنا بالقراءة والركوع والسجود, وأمرنا -وبين ذلك- أن نبتعد عن الفاحشة والمنكر, وأن نلهج بذكره, وأن نفعل الخير كله, ولا يأمر دين أتباعه كما أمر الإسلام بذلك كله, فقلب المسلم معلق بربه, فالحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام التي قد منحها لنا من غير بحث, ومن غير حول منا ولا قوة.. نجاك فاشكر الله, وأول كلمة في الفاتحة (الحَمْدُ للهِ) [الفاتحة:2] كلمة عجيبة غريبة, وكأن كل الحمد إنما هو لله جل جلاله, وكأنما جميع أجناسه إنما هو لله, وكأنما هي كلمة جامعة تعبر عن منهج المسلم في الحياة, فالحمد لله على نعمة الإسلام.
فيديو قد يعجبك: