هل الله سبحانه وتعالى يحب؟.. القرآن الكريم يجيب (7)
كتب - إيهاب زكريا:
هل الله عز وجل يحب ويكره؟ سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرين، وقد أجاب عنه القرآن الكريم في آياته الحكيمة، التي إذا تتبعناها لوقر في يقيننا أن الله يحب ولا يحب، وهذا ما نجده في آيات كثيرة من كتاب الله العزير..وفي حلقات متواصلة يرصد مصراوي كيف أجاب القرآن الكريم عن السؤال: هل الله عز وجل يحب ويكره؟
(7)
إن الله يحب:(الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)
التفسير
لقوله تعالى:إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴿4 الصف﴾
جاء في تفسير الطبري:يقول تعالى ذكره للقائلين:لو علمنا أحبّ الأعمال إلى الله لعملناه حتى نموت:إِنَّ اللَّهَ أيها القوم يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ كأنهم، يعني في طريقه ودينه الذي دعا إليه صَفًّا يعني بذلك أنهم يقاتلون أعداء الله مصطفين.
جزاء المقاتلين في سبيل الله صفاً
قال تعالى في فضل المجاهدين:إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنََ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:111]
تعريف وأنواع الجهاد
لا يصل من يحب الله -جل جلاله-إلى هذه المرتبة حتى يجاهد أشياء في نفسه قبل القتال بالسيف؛
يقول ابن قيم الجوزية -رحمه الله-:"قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت:69]، علَّق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكملُ الناسِ هدايةً أعظمهم جهادًا، وأفرَضُ الجهاد؛ جهادُ النفس، وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا، فمَن جاهد هذه الأربعة في الله، هداه الله سُبلَ رِضاه الموصِّلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.
قال الجنيد:والذين جاهدوا أهواءهم، فينا بالتوبة، لنهدينهم سبل الإخلاص، ولا يتمكَّن من جهاد عدوِّه في الظاهر إلا مَن جاهد هذه الأعداء باطنًا، فمَن نُصـر عليها نصـر على عدوِّه، ومن نُصرَتْ عليه نُصـر عليه عدوُّه.(صيد الخاطر، ابن الجوزي)
فيديو قد يعجبك: