اتهموه بالتشيع وهكذا قتلوه.. في ذكرى الإمام النسائي أفقه أهل مصر في عصره
كتبت- آمال سامي:
هو الإمام أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، صاحب السنن، فهو من كتاب الحديث النبوي الشريف وكتابيه السنن الكبرى والسنن الصغرى من الكتب الحديث الستة، وتحل ذكرى وفاته في مثل هذا اليوم الثالث عشر من صفر حيث قتل على يد جماعة من المتطرفين بعد اتهامه بالتشيع.
ولد الإمام النسائي في بنسا عام 215 هـ، وهي تقع حاليا في دولة تركمنستان، وانتقل إلى قتيبة بن سعيد لطلب العلم عام 230 هـ وأقام عنده في بغلان أكثر من عام، وتنقل بين الحجاز والعراق والشام طلبًا للعلم حتى استقر في النهاية في مصر، ومن شيوخه: الامام البخاري والإمام مسلم والإمام الترمذي وأيضًا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، وغيرهم. ومن تلامذته: أبو القاسم الطبراني والطحاوي، وابو علي الحسين بن محمد النيسابوري، وإبراهيم بن سنان.
لم تقتصر مؤلفات النسائي على السنن لكنه ألف أيضًا "الضعفاء والمتروكين" في رواة الأحاديث جمع فيه الرواة الذين تم تجريحهم، وهو كتاب ألحق بكتاب الضعفاء الصغير للبخاري، و أيضًا كتابي"كتاب المناسك" و"فضائل الصحابة"، وكتاب "الوفاة" الذي تحدث فيه عن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضًا كتب في فضل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتابه "الخصائص في فضل علي بن أبي طالب".
أقوال العلماء عن فضله
قال عنه الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره، وقال عنه السيوطي: الحافظ شيخ الإسلام أحد الأئمة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين، وقال عنه الحاكم: النسائي أفقه مشايخ أهل مصر في عصره وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار وأعرفهم بالرجال.
قصة استشهاده
قتل الإمام النسائي على يد عدد من المتطرفين، حيث حسبه البعض يميل للتشيع، فحين خرج النسائي في آخر أيامه من مصر إلى دمشق سئل عن معاوية بن أبي سفيان وما روي من فضائله، فسكت عنه، وكان رحمه الله يتحدث عن فضائل علي بن أبي طالب، فظلوا يضربونه حتى أخرجوه من المسجد، وظل يعاني في الطريق حتى توفي شهيدًا بمكة وقيل ببيت المقدس. وروى ابن كثير قصة مقتله في البداية والنهاية من عدة طرق بعد أن أثنى عليه
أولها: قيل عنه إنه كان ينسب إليه شيء من التشيع قالوا ودخل إلى دمشق فسأله أهلها أن يحدثهم بشيء من فضائل معاوية فقال: أما يكفي معاوية أن يذهب رأسا برأس حتى يروى له فضائل، فقاموا إليه فجعلوا يطعنون في خصيتيه حتى أخرج من المسجد الجامع فسار من عندهم إلى مكة فمات بها في هذه السنة وقبره بها هكذا حكاه الحاكم عن محمد بن إسحاق الأصبهاني عن مشايخه.
وثانيها ما قاله الدارقطني: كان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح من السقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة فسئل عن فضائل معاوية فأمسك عنه فضربوه في الجامع فقال: أخرجوني إلى مكة فأخرجوه وهو عليل فتوفي بمكة مقتولا شهيدا مع ما رزق من الفضائل ورزق الشهادة في آخر عمره ومات بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة.
وآخرها ما ذكره الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغنى بن نقطة في تقييده ومن خطه نقلت ومن خط أبي عامر محمد بن سعدون العبدري الحافظ: مات أبو عبد الرحمن النسائي بالرملة مدينة فلسطين يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة، ودفن ببيت المقدس، وحكى ابن خلكان أنه توفي في شعبان من هذه السنة وأنه إنما صنف الخصائص في فضل علي وأهل البيت لأنه رأى أهل دمشق حين قدمها في سنة ثنتين وثلاثمائة عندهم نفرة من على وسألوه عن معاوية فقال ما قال فدققوه في خصيتيه فمات.
فيديو قد يعجبك: