إعلان

في ذكرى ميلاد جاهين: اتهمه الشيخ كشك بعداء الدين واختتم حياته بقصيدة لـ "ربنا"

09:13 م الأربعاء 25 ديسمبر 2019

كتبت – آمال سامي:

الفيلسوف قاعد يفكر سيبوه

لا تعملوه سلطان و لا تصلبوه

ما تعرفوش إن الفلاسفه يا هوه

اللي يقولوه بيرجعوا يكدبوه

عجبي

هل كان الشاعر صلاح جاهين يرى نفسه فيلسوفًا؟ أم كان ينتقد في رباعيته بشكل عام المعارك الفكرية التي كانت سائدة في عصره؟.. كانت لصلاح جاهين معارك عدة مع بعض رجال الدين منتقدًا بعض المواقف والآراء عن طريق ريشته الساخرة، ما جلب له الكثير من المتاعب، لكنه رغم ذلك لم ينكر قدسية الدين، بل رأى نفسه ناقدًا لآراء كان يرفضها، ومثلما لامه الشيخ الغزالي في معركتهما معًا لوما لاذعًا رد جاهين معترضًا على ما وصفه بالخلط بين خلاف الرأي وقدسية الدين.. في ذكرى وفاته يستعرض مصراوي معركتين خاضهما جاهين بريشته مع عالمين جليلين في عصره هما الإمام محمد الغزالي والشيخ كشك- رحمهما الله.

معركته مع الإمام الغزالي

كانت إحدى معارك جاهين الكبرى مع الشيخ الغزالي، وذلك بعد المؤتمر السنوي للقوى الشعبية عام 1962 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان حاضرًا في المؤتمر، ألقى الغزالي هناك كلماته في شرح "الحقائق الإسلامية الضائعة" مطالبًا بضرورة عودة المجتمع لها، وبعد تلك الكلمة وجد فيها صلاح جاهين ما يصلح ليصبح كاريكاتيرًا ساخرًا فيما بعد، صور فيه الغزالي عاري الرأس وقد سقطت عمامته لأن قوانين الجاذبية شدتها وفق التطور العلمي، فغضب الغزالي بشدة واعتبر ذلك إهانة لأن العمامة ليسست تخصه وحده، وعقب ذلك نشر جاهين حملة كاريكاتيرية ساخرة بعنوان: "تأملات كاريكاترية في المسألة الغزالية"، وقدم ذلك بتعليق نشرته صفحات جريدة الأهرام مرافقة للكاريكاتير حسبما ذكر الكاتب سعيد الشحات في مقاله بالمصري اليوم: "لقد طالبت بحق الرد على الشيخ محمد الغزالى بعد كل الذى قال فى اجتماع المؤتمر الوطنى للقوى الشعبية.. وليس لى اعتراض على مهاجمة الشيخ الغزالى لشخصى، ولا على أسلوب الهجوم، ولا على الألفاظ، التى رضى لنفسه بأن يتفوه بها.. لى اعتراض واحد.. إنى أعترض على أن يخلط الشيخ الغزالى بين خلاف الرأى وبين قداسة الدين، إن ملابس الشيخ الغزالى لا تعطيه حصانة تجعل آراءه فوق مستوى النقد".

تسببت الكاريكاتيرات الستة في تصاعد الأزمة بين جاهين والغزالي، وشهدت خطبة الجمعة التالية للغزالي حشودًا كثيفة من المصلين الذين حملوه على أعناقهم وتوجهوا في مظاهرة ضخمة لتصل إلى مقر جريدة الأهرام لحرقها، حيث اشتعل الغضب الشعبي حينها واعتبر ما فعله جاهين سخرية واستهزاء بالدين. لكن تم علاج تلك الأزمة في مكتب الكاتب الصحفي الشهير محمد حسنين هيكل ليتصالحا أخيرًا بعد طول عراك.

الشيخ كشك يتهم جاهين بالإلحاد

لم تكن تلك المعركة الوحيدة لجاهين مع الشيوخ المشهورين في عصره، فقد نشر جاهين في الأهرام أيضًا عام 1980 يوم 1 مايو كاريكاتيرًا ينعى فيه المخرج العالمي هيتشكوك وصور فيه ملك الموت والله سبحانه وتعالى يسأله لم تأخر في قبض روحه فيجيبه إنه كلما اقترب من هيتشكوك يقول له بخ. وإثر هذا الكاريكاتير، اتهمه الشيخ كشك بالإلحاد والفسق، وقال في إحدى خطبه إن صلاح جاهين هاجم الإسلام والقرآن في نقد لرسومات صلاح جاهين التي تحتك بالدين بشكل أو آخر.

يعني ايه ربنا؟!

واختتم جاهين مشواره الفني والشعري بأغنية "ربنا" فكانت آخر أغنية يكتبها قبل وفاته، حيث سألته ابنته ذات الخمس سنوات "يعني ايه ربنا؟" فقرر أن يكتب لها في ذلك أغنية يقول في مطلعها:

مين اللي كوّر الكرة الأرضية

مين اللي دوّرها كده بحنية

مين اللي في الفضا الكبير علّقها

ما تقعش منها أي نقطة ميه

مين اللي عمل البنى آدمين

مفكرين ومبدعين

مين اللي إدانا عقول وقلوب

وشفايف تسأل هو مين؟

مين اللى دايمًا صاحي واخد باله

وكلنا بنحبه جلّ جلاله

موضوعات متعلقة..

- "احمل صفاته وانت راح توجده".. "الله" في أشعار صلاح جاهين في ذكرى ميلاده

- في ذكرى مولده.. أبرز المحطات في حياة الشيخ محمد الغزالي ومعركته مع "صلاح جاهين"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان