الإفتاء: القلوب لَا يطهرها إلَّا تقوى الله في المعاملة.. وهكذا عامل النبي زوجاته في غضبهن
كتب ـ محمد قادوس:
في إطار اهتمام دار الإفتاء المصرية برعاية الأسرة المسلمة، تزامنا مع يوم الحب، نشرت الصفحة الرسمية للدار على فيسبوك على مدار يومين سابقين كيف كان النبي ﷺ يعامل زوجاته في وقت غضبهن بكل رفق ولين.
وأضافت الدار إنه ورد في "سنن أبي داود" أن السيدة عائشة رضي الله عنها دخل عليها أَبُو بَكْرٍ، فَسَمِعَ صَوْتها عَالِيًا فأراد أن يَلْطِمَهَا وَقَالَ: "لَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ" فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يحجزه وَأَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: «كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟» قَالَتْ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا".
واوضح مختصو الدار أن الله تعالى لا يخفى ما بثه بين الأزواج من الشفقة والحنان لكي تطمئنوا إِلَيْهَا، وترتاحوا، وما أوجبه على كلا الزوجين من المودة والرحمة والحب، والتفاني في الإخلاص والمحبة، ونهى عن الشقاق، وكيف لا، وهما شركاء البأساء والنعماء، والضراء والسراء؟، فمن جعل الحياة الزوجية اضطرابًا وضرارًا وعداوةً بدل المودة، فقد حرم نفسه من نعمته، قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة﴾ [الروم: 21].
وتابعت الصفحة الرسمية للدار أن "العلاقات في الأسرة لَا تُبنى على الظاهر فقط، بل تُبنى على القلوب، والقلوب لَا يطهرها إلَّا تقوى الله في المعاملة، فالمعاملة الطيبة، والإحسان، وزيادة العطف، وتقوى الله هي البلسم الشافي من الشح النفسي الذي يعتري ما يكون بين الزوجين". (زهرة التفاسير).
وأكدت أن الإسلام قد دعا كلًّا من الزوجين إلى أن يشعر بمسئوليته تجاه الآخر أمام الله تعالى، فهو المطَّلع على حسن سلوكهما أو انحرافهما، وقد جعل كلًّا منهما راعيًا ومسئولًا، ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
فيديو قد يعجبك: