إعلان

في ذكرى استشهاد مالكوم إكس.. الداعية الإسلامي الذي حرّر العبيد واغتاله مسلمون

02:48 م الخميس 21 فبراير 2019

مالكوم إكس

كتب - عـلي شـبل:

وُلِد مالكوم ليتل بمدينة ديترويت الأمريكية في 29 من مايو 1925م في أسرة فقيرة وفى الثالثة عشرة من عمره نُقل الطفل الأمريكي من أصل أفريقي، بعد مقتل والده على يد مجموعة من العنصريين البيض، إلى دار للرعاية، فنشأ مالكوم مشحونًا بالكراهية والبغض ضد البيض، فانتقل إلى مدينة نيويورك حيث عاش حياة اللهو والعبث، والتي انتهت به إلى السجن وهو في العشرين من عمره في ١٩٤٦ حيث دخل السجن بتهمة السطو والسرقة، وفى السجن انضم لحركة أمة الإسلام، وهناك عرف الإسلام واعتنقه، وأقبل على قراءة الكتب الإسلامية، واستفاد من فترة سجنه استفادة كبيرة؛ حيث أتى على كتب كبار لم يتوفر لغيره قراءتها، كما تعلم فن المحاورة والمناظرة مع قساوسة السجن - حسبما جاء في: مالكوم إكس: سيرة ذاتية- وعندما أُطلق سراحه فى ١٩٥٢ ذاع صيته، واشتهر بسرعة، حتى صار واحداً من قادة الحركة، ليصحّح مسيرة الحركة الإسلامية التي انحرفت بقوَّة عن الحق في أمريكا، ودعا للعقيدة الصحيحة، وصبر على ذلك حتى راح شهيدًا لدعوته ودفاعه عن الحق، ليشتهر بـ"مالكوم إكس" مختاراً حرف (X) تعبيراً عن الرجوع عن الباطل والعودة إلى الحق.

وفي كتاب (شخصيات لها تاريخ: زعيم مسلمي أمريكا) وصف مؤلفه طارق الجيزاوي فترة ما بعد خروج "مالكوم" بالمؤثرة، حيث بعد خروجه من السجن قرَّر "مالكوم إكس" أن يُعمِّق معرفته بتعاليم إليجا محمد، زعيم حركة أمة الإسلام، وهي الحركة التي انضم إليها بعد ذلك، والتي حفلت بالانحرافات العقائدية التي انتهت بإعلان إليجا محمد النبوة. وأصبح رجل دين، وامتاز بأنه يخاطب الناس باللغة التي يفهمونها؛ فاهتدى على يديه كثير من السود، وزار عددًا من المدن الكبرى، وكان همُّه الأول هو "أمة الإسلام"، فكان لا يقوم بعمل حتى يقدِّر عواقبه على هذه الحركة، وفي نهاية عام 1959م بدأ ظهور مالكوم في وسائل الإعلام الأمريكية كمتحدث باسم حركة أمة الإسلام، فظهر في برنامج بعنوان: "الكراهية التي ولدتها الكراهية"، وأصبح نجمًا إعلاميًّا انهالت عليه المكالمات التليفونية، وكتبت عنه الصحافة، وشارك في كثير من المناظرات التلفزيونية والإذاعية والصحفية؛ فبدأت السلطات الأمنية تراقبه، خاصةً بعد عام 1961م، وبدأت في تلك الفترة موجة تعلُّم اللغة العربية بين أمة الإسلام؛ لأنها اللغة الأصلية للرجل الأسود.

توسَّم إليجا محمد في "مالكوم إكس" النباهة والثورية والقدرة الإقناعية؛ فضمَّه لمجلس إدارة الحركة، وجعله إمامًا لمعبد رقم 7 بنيويورك. وأبدى مالكوم كفاءة دعوية فائقة وزار الجامعات والحدائق والسجون وأماكن تجمُّع الناس، وأسلم على يديه الكثيرون، منهم الملاكم العالمي "كلاي"، وفتحت له قنوات التلفاز أبوابها، وعقد المناظرات على الهواء، وذاع صيته بقوَّة.

نقطة التحول في حياته

حدث تحول جذري في حياة "مالكوم إكس" عندما ذهب للحج سنة 1960م/ 1379هـ، وهناك التقى مع العلماء والمشايخ، وقابل الملك فيصل الذي قال له: "إن حركة أمة الإسلام خارجة عن الإسلام بما تعتقده من ضلالات". فطاف مالكوم بلاد الإسلام للاستزادة من العلم، وسمّى نفسه "مالك شباز" فزار مصر والسودان والحجاز، والتقى شيخ الأزهر، ومع الشيخ حسنين مخلوف، مفتي مصر، ثم عاد لأمريكا وأعلن إسلامه من جديد، وبدأ مرحلة جديدة وخطيرة وأخيرة من حياته - وفق كتاب: مصطفى عاشور، مالكوم إكس.. التغير بسحر العبارات والمواقف.

عاد "مالك شباز" لأمريكا بعد عام من رحلة الحج، وأخذ في الدعوة للعقيدة الصحيحة، وحاول إقناع إليجا محمد بالحق والذهاب للحج، ولكن إليجا رفض بشدة وطرده من الحركة، فشكَّل "مالك" جماعة جديدة سماها "The Muslim Mosque Inc"، وأخذ في الدعوة للدين الصحيح، فانضم إليه الكثيرون، وأوَّلهم: والاس بن إليجا محمد نفسه، وأخذ إليجا محمد في تهديد "مالك" بالقتل، لكنه لم يخف أو يتوقف؛ فشنَّ عليه إليجا حملة دعائية إعلامية شرسة لصرف الناس عنه، فلم تزده هذه التهديدات إلا إصرارًا، واشتركت الصحف الأمريكية في التضييق على "مالك"، مع أنها كانت من قبل تفتح له أبوابها عندما كان يدعو للدين الباطل والعقيدة الفاسدة.

ظل مالك شباز يدعو للعقيدة الصحيحة غير عابئٍ بتهديدات إليجا محمد، حتى كان يوم 21 من فبراير 1965م، وهو اليوم الذي أطلق فيه ثلاثة من الشبان السود النار على "مالك شباز" أثناء إلقائه لمحاضرة في جامعة نيويورك، فمات على الفور متأثراً باختراق جسده نحو ١٥ رصاصة، وكان في الأربعين من عمره، وكانت عملية اغتياله نقطة تحوُّل فاصلة في سير حركة أمة الإسلام، حيث تركها الكثير من أتباعها والتحقوا بجماعة أهل السنة، وعرفوا الدين الحق.

وبعد وفاة إليجا محمد تغيرت أفكار الحركة، وتولى والاس بن إليجا محمد رئاستها، وتسمّى بوارث الدين محمد، وقام بتصحيح أفكار الحركة، وغيَّر اسمها إلى "البلاليّين" نسبة إلى بلال بن رباح.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان