الزاهدة آمنة الرملية.. تعرف على إحدى عابدات القرن الثالث الهجري
كتبت – سارة عبد الخالق:
يزخر التاريخ الإسلامي العريق بالشخصيات التي كانت لها مواقف و أدوار تذكرها كتب التاريخ المختلفة بين طياتها وتسطرها على صفحاتها، وتنقل لنا نماذج مختلفة، ومن ضمن تلك الشخصيات؛ عابدة زاهدة من عابدات القرن الثالث الهجري، لم تذكر كتب التاريخ عنها الكثير، لكن تحدثت عنها وذكرتها لأنها كانت من أصفياء العباد.. إنها الزاهدة العابدة "آمنة الرملية".
في السطور القليلة القادمة يقدم مصراوي نبذة عن هذه السيدة الفاضلة العابدة التي تحدث عنها الكثير من الكتب والمراجع التاريخية الإسلامية :
آمنة الرملية هي :عابدة من عابدات القرن الثالث الهجري، زاهدة من زاهدت أهل الرملة – أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية-، وكانت من أصفياء العباد، وأكابر الزهاد، انقطعت للتبتل والعبادة، حتى أصبح أكثر زهاد زمانها يترددون عليها ويتبركون بها، وفقا لما جاء في (أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام) لعمر رضا كحالة.
وقيل عنها "آمنة الرملية: ذات الرتبة العلية، والمقامات الكشفية"، وفقا لما جاء في (الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية) لشيخ الإسلام زين الدين المناوي.
ومن المواقف الدالة على زيارة العابدين والزهاد لها، يروي "عمر رضا كحالة" في كتابه السابق ذكره؛ "أنه دخل عليها بعض العابدين يوما يزورونها فقالت لهم: ما شأنكم ؟، قالوا: نسألك الدعاء، فقالت: لو أن الخاطبين خرسوا ما تكلمت عجوزكم من البكم ولكن الدعاء سنة ثم قالت: جعل الله قراكم من بيتي الجنة وجعل ذكر الموت بيني وبينكم على بال وحفظ علينا الإيمان وهو أرحم الراحمين".
وقد ذكر ابن الجوزي في كتابه (صفوة الصفوة) رحلتها إلى بغداد لزيارة بشر بن الحارث المعروف ببشر الحافي
يروى أن بشر بن الحارث كان يزورها، وذات مرة مرض بشر-، قال جعفر بن محمد: فعادته آمنة من الرملة فبينما هي عنده إذ دخل الإمام أحمد بن حنبل – إمام المذهب الحنبلي وأحد الأئمة الأربعة – يعوده كذلك، فنظر إلى آمنة فقال بشر: من هذه فقال له بشر: هذه آمنة الرملية بلغها مرضي فجاءت من الرملة تعودني".
"فقال الإمام أحمد لبشر: فاسألها أن تدعو لنا فقال لها بشر: ادعي الله لنا، فقالت: اللهم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيران بك من النار فأجرهما يا أرحم الراحمين".
"قال الإمام أحمد: فلما كان من الليل رأيت فيما يرى النائم أن طرحت لي رقعة من الهواء مكتوب فيها بسم الله الرحمن الرحيم قد فعلنا ذلك ولدينا مزيد رضي الله عنهم"، وفقا لما جاء في، (المختار من مناقب الأخيار) لابن الأثير الجزري، و(المؤمنات وسير السالكات) لتقي الدين الحصني الدمشقي الشافعي.
فيديو قد يعجبك: