تعرف على وصف خاتم النبي ورسائله إلى ملوك العالم
كتب – هاني ضوه :
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم حريصًا على أن يوصل رسالة الإسلام إلى كافة بقاع الأرض، وأن يدعو ملوك العالم إلى الإسلام ويبين لهم دين الله والرسالة الخاتمة، فسعى إلى إرسال السفراء بالرسائل إلى ملوك يشرح لهم الإسلام ويدعوهم إليه.
ومن الملوك الذين راسلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هرقل قيصر الروم - ملك الروم - وكذلك كسرى ملك فارس، وكتب أيضًا إلى ملك الإسكندرية، وإلى النجاشي في الحبشة، وإلى ملك عمان، وإلى ملك البحرين، وإلى غيرهم.
وكان رد فعل هؤلاء الملوك على رسائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم متفاوتة، فمنهم من استجاب وآمن مثل النجاشي، ومنهم من عظم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واستقبل كتابه بترحاب وأرسل الهدايا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، ولكنه لم يؤمن كملك الإسكندرية، ومنهم من استهزأ ورفض.
وكانت رسائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مختومة بختمه الذي اتخذه له خصيصًا لهذا الأمر لأن الملوك في ذلك الزمان كانوا لا يقبلون الرسائل إلا إذا كانت مختومة، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : "أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى، وقيصر، والنجاشي ، فقيل له: إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم، فصاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما حلقته فضة، ونقش فيه : (محمد رسول الله) ".
وكان نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله سلم : (محمد) على سطر، و(رسول) على سطر، و(الله) على سطر ثالث، وذلك وفق ما رواه الإمام البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : " كان نقش خَاتَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةَ أَسْطُرٍ : مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ " .
وتم هذا النقش من أسفل إلى أعلى: محمد رسول الله بهذا الشكل (الله ثم تحتها رسول ثم تحتها محمد)؛ لكي لا يكون اسم الرسول فوق لفظ الجلالة. وكان صلى الله عليه وسلم إذا وضعه في أصبعه، يجعل فصه مما يلي كفه. وكان يلبسه في يمينه، وورد في روايات أخرى صحيحة السند أنه كان يلبسه في يساره.
وهو ما ذكره كذلك الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" عند وصفه لخاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " كانت كِتَابَتُهُ مَقْلُوبَةٌ لِيَطْبَعَ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ، كَمَا جَرَتِ الْعَادَةُ بِهَذَا، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ كِتَابَتَهُ كَانَتْ مُسْتَقِيمَةً. وَتُطْبَعُ كَذَلِكَ، وَفِي صِحَّةِ هَذَا نَظَرٌ، وَلَسْتُ أَعْرِفُ لِذَلِكَ إِسْنَادًا لَا صَحِيحًا وَلَا ضَعِيفًا".
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتقل هذا الخاتم إلى الخليفة الراشد الأول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وبعد وفاته انتقل إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن بعده انتقل إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعندما كان واقفًا عند بئر "أريس" سقط من يده، فأمر بنزح البئر بحثًا عنه إلا أنه لم يجده.
وتشير روايات حديثة إلى أنه في عام 1917، نقلت الدولة العثمانية مقتنيات الحجرة النبوية في المدينة إلى اسطنبول.
ويحتفظ اليوم متحف قصر توكابي في تركيا بمجلدات مختومة بهذا الختم، إلا أن معظم المراجع التاريخية تشير إلى أنها تعود إلى حقبة ما بعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم.
فيديو قد يعجبك: