إعلان

مستشهدا بقصة المرأة وكوب الخمر.. جمعة: هذا التحريم تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق

02:29 م الجمعة 12 أبريل 2019

ارشيفية

(مصراوي):

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق بأن الله تعالى قد حرَّم عليهم محرمات لم يُحرمها في الأديان السابقة كهذا التحريم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وأوضح فضيلة المفتي السابق أنه ولذلك عندما جاءت المبادئ الشيوعية في بلاد المسلمين وكادت أن تطمس الهوية؛ لم يحافظ على هوية المسلمين إلا تحريم الخمر والخنزير، فترى المسلم فيهم لا يعرف شيئًا عن دينه فهو لم يُصلِّ لأمدٍ بعيد، ولم يهتم بصيام رمضان في كثيرٍ من الأحيان؛ لأن كثيرًا منهم صلوا وصاموا وحفظوا القرآن وتعلموا العربية في الجبال، ولكن جمهور الناس منهم لا يدركون ذلك إلا أنه لا يشرب خمرًا ولا يأكل خنزيرا حفاظًا على هويته.

وكتب جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: هكذا الإسلام أبدا يُعلم أتباعه أشياء بسيطة قليلة فإذ بها هي مفاتيح الخير، وإذ بها تحافظ على هويته في العالمين، وعلى دينه بينه وبين ربه سبحانه وتعالى، وتحريم الخمر عند المسلمين أمرٌ أجمعوا عليه جميعا بجميع مذاهبهم من السلف ومن الخلف، من السنة والشيعة والإباضية والظاهرية وغيره كل المسلمين يُحرمون الخمر تحريمًا شديدًا، وجمهور العلماء على أن الخمر نجسة شأنها شأن النجاسات كالبول تمامًا، ولذلك هم يأنفون منها، بل ويأنفون من النظر إليها، ويقول الشيخ الدردير وهو يشرح على متن خليل في فقه المالكية حيث يقول الشيخ خليل : "والنظر إلى الحرام حرام"، النظر إلى الحرام أيضا هو حرام فيُمثل بالخمر؛ فالخمر ليس الحرمة فيها في شربها فقط، بل إن النبي ﷺ وسع الحرمة فيها، والفقهاء وسعوا أكثر وأكثر فحكموا بنجاستها، وحرَّموا النظر إليها من غير حاجة، أما النبي ﷺ فقد لعن في الخمرة عشرة : "لعن ذاتها، ولعن شاربها، ولعن الجالس في مجلسها، ولعن من أدارها على القوم –الساقي-، ولعن حاملها، ولعن عاصرها، ولعن من خمَّرها من عصير العنب مثلًا أو من كذا إلى كونها خمر، ولعن من زرع عنبتها، ولعن بائعها، ولعن مشتريها" فلعن فيها عشرة، فالخمرة شديدة التحريم.

وتابع فضيلة المفتي السابق حكاية قيل في شأنها "أم الخبائث" ويضربون لذلك قصة، قال سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: «اجْتَنِبُوا الخمرَ ، فإنها أم الخبَائث ، إنه كان رجل مِمَّن خلا قَبْلَكم يَتَعَبَّدُ ، فَعَلِقَتْهُ (أَيْ عَشِقْته وَأَحَبَّتْهُ) امرأة غَوِيَّةٌ (ضالة)، فأرسَلَتْ إليه جاريتها، فقالت له: إِنَّا نَدْعُوكَ لِشَهَادَةٍ ،فَدَخَلَ مَعَهَا ، فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إلى امرأة وضِيئَة (جميلة حسنة) عندها غُلام وباطيَةُ (إناء) خمْر ، فقالت: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ، أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ، قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا، فَسَقَتْهُ كَأْسًا، قَالَ: زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ (لم يبرح) حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا، وَقَتَلَ النَّفْسَ. فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ، وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلَّا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ». [أخرجه النسائى] فسموها أم الخبائث يعني كل ما يأنف منه العاقل، وكل ما لا يقع فيه العاقل؛ فإنه يفعله في أثناء غياب عقله، فالخمر أم الخبائث، والذي تعوَّد شرب الخمر يصل به الحال إلى الإدمان فلا يستطيع أن يمسك نفسه من ذلك الإدمان، والخمر مدمرة، وهي أشد دمارًا عند وصولها إلى مرحلة الإدمان من كل محرَّم كالمخدرات، ..... ككذا إلى آخره ،هي أشد دمارًا من كل محرَّم، ومن هنا نكتشف قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوهُ} ونعلم أن الاجتناب هو أشد من التحريم أو هو التحريم من كل جهة، فيسد هذا اللفظ كل جهة توصل إلى شرب الخمر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان