بئر "عذق".. استراح عنده النبي قبل دخوله المدينة المنورة واستقبله الأنصار هناك
كتب – هاني ضوه :
عندما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة مهاجرًا خرج أهلها من الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج وغيرهم لاستقبالهم بالبشر والسرور والإنشاد، واستقبلوه حينها عند بئر يسمى بئر "عذق".
ويقع بئر "عذق" غرب مسجد قباء تميل نحو الجنوب نوعا ما ومكانها كانت تقع منازل بنى عمرو بن عوف الأوسيين، ومن حينها أصبحت هذه البئر مباركة، ومن الآبار النبوية الشريفة في المدينة المنورة التي وثقها أهل المدينة والمؤرخون ومعروفة حتى يومنا هذا.
وتروي كتب السيرة النبوية المطهرة والتاريخ ومنه كتاب "وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى" للإمام السمهودي أن أهل المدينة المنورة الأنصال لما علموا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج مهاجرًا إلى المدينة كان يخرجون كل يوم إلى منطقة تسمى الحرة منذ بداية النهاردة ويظلون كذلك حتى تتعبهم الشمس فيعودون إلى بيوتهم.
وفي يوم وصول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وكانوا قد عادوا إلى بيوتهم بعد أن خرجوا، قابلهم رجل من اليهود، فبصر برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه مبيضين فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا بني قيلة يعني الأنصار وفي رواية : يا معشر العرب هذا جدكم يعني حظكم وفي رواية : صاحبكم الذي تنتظرونه، فثار المسلمون إلى السلاح فتلقّوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف بقباء على كلثوم بن الهدم رضى الله عنه.
ووقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليستريحا في بستان يعرف ببستان المستظل، وذلك بجانب بئر "عذق" الموجود داخل البستان،حيث رفع سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه رداءه ليظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليظله من أشعة الشمس الشديدة، ولكي يعرفه الأنصار فيسلموا عليه ويصافحوه، وجاءوه بالرطب والماء من أم جرذان، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: ما هذا؟ قال: عذق أم جرذان، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللهم بارك في أم جرذان، فدعا هناك بالبركة.
فيديو قد يعجبك: