مع أول ليالي رمضان.. تعرف على هذه السنة النبوية المهجورة
كتبت – سارة عبد الخالق:
بدأت نفحات سيد الشهور العطرة ونسائمه الجميلة تهل علينا.. ساعات قليلة تفصلنا عن شهر البركة والمغفرة والجود .. شهر رمضان المعظم الذي فيه ليلة خير من ألف شهر، هذا الشهر المبارك الذي يتنافس فيه المتنافسون في الخير والطاعات والقرب من الله .
ولعل مع اقتراب الشهر الكريم يغفل البعض عن سنة سهلة ويسيرة كان يفعلها النبي – صلوات الله عليه – مع قدوم شهر رمضان، سنة قد يقوم بها بعض الناس كنوع من العادة والتعود وينسون أنها سنة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم - ألا وهي سنة "التبشير بقدوم رمضان" أو "البشارة بقدوم الضيف الغالي".
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان المعظم، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" – صحيح النسائي.
فقد بشر المصطفى – عليه الصلاة والسلام – أصحابه بقدوم شهر مبارك، وحثهم فيه على الصيام الذي هو فرض من الله – عز وجل- ، وبين لهم بعض فضائل هذا الشهر الكريم، حيث تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتصفد فيه مردة الشياطين، وحدثهم عن هذه الليلة العظيمة التي هي خير من ألف شهر "ليلة القدر".
قال بعض العلماء: "هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان" ، وفقا لما جاء في (لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف) لابن رجب الحنبلي.
وقد روى ابن ماجة – وقال الألباني: صحيح، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: دخل رمضان، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حرم الخير كله، ولايحرم خيرها إلا محروم".
وفي رواية الترمذي – وقال الألباني: صحيح، عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادى مناد يا باغي الخير اقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".
وفي هذا الحديث بيان لفضائل أخرى من شهر رمضان الكريم، حيث أن أبواب الجنة تفتح ولا يغلق منها باب، وأبواب النار تغلق ولا يفتح منها باب، وفيه أيضا دعوة إلى الإقبال على الخير والبعد عن الشر، وفيه بشرى وتحفيز لكل مسلم أن الله تعالى يعتق عبادا من النار في كل ليلة .
قال ابن الجوزي في بستان الواعظين: مثل الشهور الإثني عشر كمثل أولاد يعقوب فكما أن يوسف أحب أولاد يعقوب إليه كذلك رمضان أحب الشهور إلى الله فيغفر الله لهم بدعوة واحد منهم وهو يوسف كذلك يغفر الله ذنوب أحد عشر شهرا ببركة رمضان".
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – إذا رأى الهلال قال: "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله" - صحيح الجامع.
فيديو قد يعجبك: