هكذا كان النبي يحتفل بالعيد مع أهل بيته
كتب - هاني ضوه:
الأعياد فرصة عظيمة للترابط الأسري وإظهار الفرح والسرور والتوسعة على الأهل والأطفال ليشعروا بسعادة العيد وشعائره بعد صيام شهر كامل.
ولنا في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك مثال، فقد كانت مظاهر الفرح والسرور تملأ جنباته وتتعدد من ملبس ومشرب واحتفال، وكذلك بيوت الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
ومن مظاهر العيد في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الاستعداد لصلاة العيد وكان ذلك بالاغتسال بهذه النية والتطيب والتجمل ولبس الثياب الجديدة أو أجمل الثياب، فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يلبس للعيدين أجمل ثيابه، وكان له حُلة مخصصة يلبسها للعيدين والجمعة كما جاء في كتب الحديث والسيرة.
فإذا ما جاء الصباح يأتي نوع آخر من الاحتفال، ألا وهو صلاة العيد فكان يفطر النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ثم يخرج مكبرًا إلى المسجد، وكان يأمر الرجال والنساء على السواء أن يخرجوا لصلاة العيد حتى من كانت منهن حائضًا وكان صلاة العيد في الخلاء فإنها تخرج حتى تحضر فرحة العيد.
وذكر أبو سعيد الخدري: أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج يوم العيد فيصلي بالناس ركعتين ثم يسلم فيقف على راحلته مستقبل الناس وهم صفوف جلوس فيقول "تصدقوا" فأكثر من يتصدق النساء بالقرط والخاتم والشيء، فإن كانت له حاجة يريد أن يبعث بعثا يذكره لهم وإلا انصرف.
وفي داخل بيت النبوة روت لنا كتب السيرة النبوية المطهرة والسنن كيف كانت مظاهر العيد، والتي كان يتخللها الفرح والغناء المباح، فقد روى الإمام البخاري بسنده عن أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها – قالت: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعندي جاريتان تغنّيان بغناء يوم بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشّيطان عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم - فقال: دعهما، فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا". وفي رواية أخرى: "يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا"، وفي رواية أحمد: "لِتعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنيفية سمحة".
ليس ذلك فحسب بل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم حريصًا على الترويح عن أهل بيته وزوجاته في كافة المناسبات وفي غير المناسبات، ومن ذلك أنه جعل السيدة عائشة تتسلى برؤية احتفال في ساحة المسجد النبوي الشريف.
وعن ذلك تحكي أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً فسمعنا لَغَطاً وصوت صبيان! فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا حبشية تزفن (تتمايل وتلعب) والصبيان حولها، فقال: "ياعائشة تعالي فانظري" فجئتُ فوضعتُ لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: "أما شبعت؟ أما شبعت؟" قالت: فجعلت أقول: لا ؛ لأنظر مَنْزلتي عنده، إذ طلع عمر ، قالت: فارفضَّ الناسُ عنها، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فرُّوا من عمر" قالت: فرجعت. رواه الترمذي.
وقد كانت الحبشة تمدح النبي مع رقصهم بلغتهم، حتى إن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يستفهم عن معانيها، ففي المسند وصحيح ابن حبان عن أنس بن مالك أن الحبشة كانوا يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتكلمون بكلام لا يفهمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما يقولون"؟ قالوا: يقولون: محمد عبدٌ صالح.
وكذلك من مظاهر فرحة العيد إدخال السرور على قلب الأطفال والصغار ليستشعروا حلاوة العيد وأهميته، ويدخل ذلك في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى آله: "وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم".
فيديو قد يعجبك: