جمعة: إيمانك بالوحي يجعلك إنسانًا حضاريًا ويجري الله الحكمة على لسانك
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الوحي هو ذلك المألوف الذي قد نسيناه، الوحي هو القضية الفاصلة التي ينبغي أن توضع ونؤمن بها جميعا، من أراد أن يؤمن بالإسلام فلا بد عليه أن يؤمن بالوحي، لا مجرد أن يعرف أن الإسلام يدعو إلى الإيمان بالوحي!! فالمعرفة شيء والتصديق شيء آخر؛ التصديق هو الإيمان بالإذعان والتسليم، التصديق أن تجعل هذا هو المعيار الذي تقيس به الأمور، التصديق أن تجعل هذا هو المنطلق الذي منه البداية، قال الله جل في علاه {اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ(1)خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3)الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4)عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }.. [العلق 1-5]. لخص لنبينا محمد ﷺ كل شيء، لخص له طريق المعرفة في قراءة الوحي، وفي قراءة الكون الذي يحيط بنا، لخص إليه البسائط الإلهية، والمركبات الوجودية الإنسانية.
وأضاف فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، إن هذه سنة الله في خلقه وكونه. فالله سبحانه وتعالى يبدأ في خلقه من البساطة فإذا بالشيء يركب ويعقد وينمو نموا مذهلا عجيبا؛ فالبذرة الملقاة في الأرض تخرج شجرة، ومن الحيوان المنوي المهين يخرج إنسان له عقل وله وجدان، شيء مذهل.
وتابع المفتي السابق: إيمانك بالوحي يجعلك إنسانا حضاريا سواء كنت عالما أو متعلما، سواء أكنت قارئا أم جاهلا، يجري الله الحكمة على لسانك من تلك البسائط الإلهية؛ لأنك آمنت بما أراد أن تؤمن به وصدقت فعرفت الحقيقة على وجهها؛ فأنت بذلك إنسان وأنت بذلك رباني وأنت بذلك عبد لله.
وأن الرسول ﷺ لم يكن بدعا من الرسل، ولم يكن النبي ﷺ إلا واحدا في مسيرة أولئك الأكرمين من الأنبياء والمرسلين (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) [النساء163-164].
وبين جمعة بأن الله تعالى أكرم النبي ﷺ بتلك الوسائل الثلاثة في الوحي، فكلمه من وراء حجاب ليلة المعراج (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى* وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى *فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى* مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى* أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى) [النجم:1-16] هذا تصوير يهز المشاعر ويربي الناس على بداية الطريق، على الإيمان بالوحي، فالوحي هو الأساس.
فيديو قد يعجبك: