#آيات_الحج.. الروبي يفسر قوله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}
كتب ـ محمد قادوس:
يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، ويخص آيات الحج بمناسبة موسم بدء الاستعداد لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، ويجيب في تفسيره عن: لماذا أمر الله بالتقوى وأعلمنا العقاب الشديد في قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِله}، ما معنى الهدي المذكور في قوله: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ }.. [البقرة:196].
قال الروبي: لقد أمر الله بالتقوى لأن بها سعادة المسلم في الدنيا والآخرة.
وتقوى الله تظهر في امتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ومن ذلك، امتثالهم، لهذه المأمورات، واجتناب هذه المحظورات المذكورة في هذه الآية.
ثم أعقبه الله سبحانه وتعالى ببيان وعيده الشديد لمن عصاه، وهذا هو الموجب للتقوى، فإن من خاف عقاب الله، انكف عما يوجب العقاب، كما أن من رجا ثواب الله سبحانه وتعالى عمل لما يوصله إلى الثواب، وأما من لم يخف العقاب، ولم يرج الثواب، اقتحم المحارم، وتجرأ على ترك الواجبات.
ويستفاد من ذلك أن الإنسان المسلم يعيش في هذه الدنيا بين الخوف والرجاء، لأن الخوف بلا رجاء يؤدي بالإنسان للإحباط واليأس، والرجاء بلا خوف يصرفه عن العمل.
وأضاف الروبي: معنى الهدي المذكور في هذه الآية: -بتخفيف الياء وتشديدها-مصدر بمعنى المفعول، أي: المهدى.
وهو ما يتم ذبحه تقربًا إلى الله، والمراد به في الآية: ما يُهدى إلى بيت الله الحرام من الإبل والبقر والشاة ليُذبح تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، والهَدْي خاص بغير أهل الحرم، أما سُكَّان الحرم فليس لهم تمتع وليس عليهم هدي.
واستيسر هنا بمعنى تيسر أي: ما أمكن تحصيله من الهدي بدون مشقة أو تعب.
ويستفاد من الآية أن الواجب على من أُحصر: ما تيسر له من الهدي شاة أو بقرة أو بعير.
وفي الآية بيان رحمة الله بعباده، ورفقه بهم، ورفع الحرج عنهم، وعدم تكليفيهم بما فيه مشقتهم.
فيديو قد يعجبك: