إعلان

تحملان اسم "الفارابي".. فرقتان لإحياء التراث العربي والإسلامي ونشر تعاليم الدين بالموسيقى

04:05 م الجمعة 26 يوليه 2019

الفارابي

كتبت - آمال سامي:

"الفارابي" العالم والفيلسوف العربي المسلم، نسبت إليه مؤخرًا فرقتان غنائيتان، إحداهما ماليزية، والأخرى سعودية، وعلى الرغم من عدم وجود صلات بينهما إلا أنهما اشتركتا في الاسم وبعض الهدف، حيث تهدف الأولى إلى نشر القيم الدينية الإسلامية من خلال الموسيقى، بينما تستهدف الأخرى إحياء التراث العربي الإسلامي عن طريق الغناء والإنشاد.

في كوالامبور العاصمة الماليزية عام 2009 تأسست فرقة "الفارابي" فرقة الفارابي الماليزية، وهدفها الأساسي هو نشر تعاليم وقيم الدين الإسلامي من خلال أداء أغاني موسيقية من طراز "الهيفي ميتال" حسب تقرير نشرته القدس العربي، وتتكوّن المجموعة من مؤسسها والمسؤول عن إيقاع الغيتار، نازري إلياس، وزوجته رينا غزالي، عازفة الغيتار، ونسائي نواوي في قسم الأداء الصوتي، وكامارول برهان في الغيتار المنفرد، وآدي وادي في القرع على الطبل الكبير. وجعلت الفرقة عدد المسلمين الذين شاركوا في غزوة بدر رمزًا لها "313" كمثيل للرقم 666 الذي تتخذه مجموعات الروك. أخذت "الفارابي" من فرق الروك، الزي الاسود، لكنها زينته بالزخارف الإسلامية،

أما عن سبب تسميتها بهذا الإسم، فتقول ريتا غزالي، عازفة الجيتار، إن ذلك يرجع لأن الفارابي له أهمية كبيرة ومؤلفات عديدة في عام الموسيقى، وان الفرقة اطلقت على نفسها اسمه بهدف "تعريف الإنسانية بأهمية الفارابي واسهاماته". وتقول الفرقة أنها تستلهم أغانيها ومقطوعاتها الموسيقية من "الفارابي" وترتدي الفرقة العمامة في الحفلات الفنية احتراما له. وقال نازري إلياس مؤسس الفرقة أنه لا يمكن الفصل بين الموسيقى والإسلام، وأشار تقرير القدس العربي إلى أن أعضاء المجموعة يؤدون الصلاة في جماعة داخل استوديو التسجيل. وقد قامت الفرقة بعدة حفلات فنية في عدد من البلدان الآسيوية مثل إندونيسيا وسنغافورة، وتستهدف الفرقة تنظيم جولات عالمية للوصول إلى عدد أكبر من الجمهور في المستقبل.

الفارابي.. فرقة سعودية تحيي التراث العربي والإسلامي

يقول ضياء عزوني، أحد مؤسسي الفرقة السعودية التي أنشئت عام 2011، لـ مصراوي، إنها سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى العالم والفيلسوف والطبيب أبو نصر محمد الفارابي الذي بالرَغم من كَثرة انشغالاته استطاع أن يؤلف ثلاثة كتب عن الموسيقى، وكان من أشهر مؤلفاته كتاب الموسيقى الكبير الذي يعتبر أول كِتاب باللغة العربية يتناول موضوع الموسيقى. يضيف عزوني أن الفارابي اخترع بعض الآلات الموسيقية، وأُسلوب موسيقاه يتفق مع أسلوب الفِرقة، إذ إنه دمج بين الموسيقى العربية واليونانية واللاتينية.

من القصائد التي غنتها الفرقة:

يا "عادلًا"، لحسن بن علي الهبل، وهو أحد الشعراء الأندلسيين، وتقول:

يا عادلا في حكمه لا يظلم

برح الخفا كم ذا نجن ونكتم

يا سامع الأصوات إن لم تستجب

من يستجيب لنا سواك ويرحم

يا من مقاليد الأمور بكفه

عطفا فأنت بحال عبدك أعلم

وأغنية "يا غافلًا"، للشاعر الأندلسي أيضًا "أبو البقاء الرندي" التي رثا بها الأندلس وأهدتها الفرقة إلى السوريين في محنتهم:

كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم ..قَـتلى وَأَسـرى فَـما يَهتَزَّ إِنسانُ

لمـاذا الـتَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ .. وَأَنـتُم يـا عِـبَادَ الـلَهِ إِخـوَانُ

ألا بُـدَّ مِـن مـيتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ .. وَالـدَهرُ فـي صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ .. فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ

هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ .. مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ

وَأَيـنَ حـمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ .. وَنَـهرُها الـعَذبُ فَـيّاضٌ وَمَلآنُ

بِـالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم ..وَالـيَومَ هُـم في بِلادِ الإسلام عُبدانُ

لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ ..إِن كـانَ فـي القَلبِ روح وَإِيمانُ

يـا غـافِلاً وَلَـهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ .. إِن كُـنتَ فـي سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ

وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ .. وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ

وأيضًا غنت الفرقة من أشعار الشافعي "دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ". يقول ضياء عزوني عن اختيارهم لكلمات الأغنيات: "دائماً نبحث ونختار القصائد العربية القديمة مثل الشعر الإسلامي والأندلسي والعباسي بشرط أن تكون الأبيات قابلة الى التلحين والغناء"

ويرى ضياء أن أي نوع من أنواع الفنون يعتبر وسيلة فعالة لإحياء التراث العربي والإسلامي، فالموسيقى، في رأيه، تعتبر من أقوى الوسائل نظراً لتواجدها في كل ثقافات العالم وهي تعتبر اللغة الكونية واللغة المشتركة بين الأمم. ويؤكد ضياء أن التوجهات السعودية الجديدة من أجل الإصلاح الديني ساعدت على توفير وخلق مناخ داعم، خاصة وجود وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه، وهو ما أتاح للفرقة مؤخرًا فرصة للمشاركة في مهرجان موسم جدة التاريخية والذي يعتبر أحد مهرجانات موسم جدة ومواسم المملكة.

حكم الغناء والموسيقى في الإسلام

في ديسمبر 2005، أصدرت دار الافتاء المصرية فتوى عن حكم الشرع في الغناء والموسيقى وحكم الاستماع إليها، وقال الدكتور علي جمعة المفتي السابق في فتواه أن الأغاني والموسيقى منها ما هو مباحٌ سماعُه ومنها ما هو محرمٌ؛ وذلك لأن الغناء كلامٌ حَسَنُه حَسَنٌ وقبيحُه قبيحٌ. ونشر موقع دار الافتاء المصرية نص الفتوى الذي يقول:

الموسيقى والغناء المباح: ما كان دينيًّا أو وطنيًّا أو كان إظهارًا للسرورِ والفرحِ في الأعيادِ والمناسبات، مع مراعاة عدم اختلاط الرجال بالنساءِ، وأن تكون الأغاني خاليةً من الفُحش والفجور وألا تشمل على محرمٍ كالخمرِ والخلاعةِ، وألا يكون مُحرِّكًا للغرائز أو مثيرًا للشهوات، وأن تكون المعاني التي يتضمنها الغناء عفيفةً وشريفةً.

أما الموسيقى والأغاني المحرمة: فهي التي تُلهي عن ذكر الله تعالى وتتضمن أشياء منكرةً ومحظورةً؛ مثل أن تكون باعثةً على تحريكِ الغرائزِ والشهواتِ ويختلط فيها الرجال بالنساء أو يكون صوت المغني فيه تخنُّثٌ وتَكَسُّرٌ وإثارةٌ للفتن وتسعى إلى تدمير الحياء والأخلاق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان