داعياً لهم بالفهم الصحيح للدين.. جمعة: على الحجاج العائدين أن يبدأوا حياة جديدة
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الحجيج جاءوا من رحلتهم المقدسة وقصدهم الشريف إلى بيت الله المعظم، جاءوا بعد الحج والزيارة غفر الله لهم ذنوبهم وأخرجهم منها كيوم ولدتهم امهاتهم.
وأضاف جمعة: الحجاج عادوا إلى حياة جديدة، إلى سنة جديدة، إلى صفحة جديدة مع الله ومع النفس ومع الخلق ،والله سبحانه وتعالى يشير الى تلك البدايات ويقرر قراراً قد لا يلتفت إليه كثير من الناس أن رضا الله إنما هو في رعاية الإنسان قبل رعاية البنيان، وأن الحضارات تبقى وتقوم، وتقوم وتبقى إذا ما راعى فيها أصحابها الإنسان قبل البنيان، واذا ما راعى الانسان البنيان قبل أخيه الإنسان زالت الحضارات حتى ولو صلت إلى شأو كبير.
واستشهد جمعة بقول ربنا سبحانه وتعالى وهو يشير إلى البدايات وإلى الصفحة الجديدة، وإلى هذه المعاني الجليلة التي يبدأ فيها الإنسان علاقة جديدة مع ربه، ومع نفسه ومع الناس ومع الاكوان، (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) هنا يقسم ربنا سبحانه وتعالي بالفجر بضيائه، ببدايته، بجمعه بين طرفي نقيض بين الليل والنهار، والفجر وليال عشر، وفي الليالي العشر يقول المفسرون هي ليال الأيام العشر من أول ذي الحجة، ويجعل الفقهاء ليوم عرفه ليلتين، لأنه يختم السنه ،ونهار العيد نبدأ فيه بسنه جديدة لا ليل فيها، وذلك أن يوم عرفه له ليله يبيت فيها الحاج في يوم الترويه بمنى، ثم يدفع ذاهبا إلى عرفات الله في صباح يوم عرفه ؛ ولكن الوقوف بعرفه وهو ركن من أركان الحج يشمل الليل كله، يشمل ليله العيد في حسابنا، فقد الحقت بعرفات فإذا وقف الحاج في هذه الليلة دون أن يدرك النهار فقد صح حجه، وإذا جاء قبل الفجر من يوم العيد فأدرك شيئاً من الزمان وقوفا بعرفة فقد صح حجه ؛ولذلك الحقت هذه الليلة بنهار عرفات في الأحكام الشرعيه المرعية، وبدأ نهار العيد من غير ليل، لأنه بدايه عام جديد، وبداية منطلق جديد، يبدأ فيها المسلم مع ربه حياة جديدة ويجدد إيمانه.
ودعا فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" قائلاً: نسأل الله سبحانه وتعالى العلي القدير أن يعيننا علي أنفسنا، وأن يبدأ بنا صفحة جديدة وحياة جديدة وعاماً جديداً، وأن يجعل حجاج البيت الحرام الذين عادوا إلينا نواة للخير فينا يجب عليهم أن يستمروا في ذكر الله ، وإذا ما حدثتك نفسك بمعصيه، وإذا ما حدثتك نفسك بطغيان، فتذكر أن صفحتك بيضاء عند الله سبحانه وتعالي ، وتذكر النبي صلي الله عليه وآله وسلم وعش حياته في حياتك، والتمس أسوة حسنه منه ﷺ في تصرفاتك، وكن نواة لهذا المجتمع أن ينتشر الخير فيه، لأن الخير يهز ذرات ذلك الكون والخير يتغلب علي الشر وإن كثر ، وعليكم بالتقوي، وعليكم بالفهم الصحيح، وعليكم بكتاب الله، اجعلوه في حياتكم وعلي ألسنتكم وعلموه اولادكم.
فيديو قد يعجبك: