خطيب المسجد الحرام: "اليأس" من أكبر الكبائر.. و"التفاؤل" من شيم الأنبياء
كتبت- آمال سامي:
حثت خطبة الجمعة في المسجد الحرام المسلمين على التفاؤل، وأكدت على أنه من الصفات الحميدة لأنه يشتمل على حسن الظن بالله وكمال التوكل عليه. وكان إمام المصلين وخطيبهم اليوم في المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، وتحدث عن أن المتفائل يكون دائمًا راضيا عن قضاء الله ومؤمنًا باله، وأن الله سيجازيه على صبره وبلائه ذاكرًا قوله تعالى: "وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ". ثم استعرض المعيقلي بعضا من سير الأنبياء الذين كللت قصصهم بالتفاؤل والأمل في هداية قومهم أو نصر الله لهم أو انكشاف كرباتهم، وقال إن من يتأمل في سيرهم يجد التفاؤل ظاهرًا فيها، فنوح عليه السلام دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا لم يصيبه فيها اليأس، ويعقوب ظل يأمل في رؤية يوسف عليهما السلام على الرغم من مرور السنين، فقال لبنيه: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ".
وقال المعيقلي- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس- إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أجمل الناس صبرًا وأحسنهم تفاؤلًا وأملًا على الرغم من إيذاء اقرب الناس إليه وإخراجه من بلده وتكذيب قومه له وحربهم أياه، فلما عاد من الطائف أقام بنخلة أيامًا فقال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وهم أخرجوك؟ فقال: يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه.
وأشار المعيقلي إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع اسما حسنًا أو كلمة طيبة أو مر بمكان طيب، استبشر، تفاؤلًا وحسن ظن بالله تعالى، وأضاف أن اليأس والقنوط من كبائر الخطايا والذنوب، ذاكرًا قول ابن مسعود رضي الله عنه: أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله"، وقوله تعالى: "وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ"
فيديو قد يعجبك: