الدراما في مواجهة الإرهاب والتطرف.. الجندي: فيلم واحد يؤدي ما تفعله مئات الخطب
كتبت- آمال سامي:
استضافت مدينة كولونيا الألمانية «مهرجان الأفلام الأفريقية»، مؤخرا، وقد شارك فيه عدد من الأفلام العربية تتمحور أحداثها حول تأثير الإسلام السياسي في تلك البلاد.
وخلال المهرجان، عُرض 6 أفلام، تناولت قصص شباب انضموا إلى تنظيمات إرهابية ومتطرفة وتأثير ذلك على حياتهم اليومية والعائلية، في محاولة لطرح قضايا العنف ومعالجتها درامياً، فهل يمكن أن تلعب الدراما والسينما دورًا في محاربة الإرهاب والتطرف الديني؟
"فتوى" و"إخوان".. و4 افلام أخرى
أما الأفلام التي تم عرضها في مهرجان الأفلام الأفريقية فهي:
فيلم "فتوى"، وهو فيلم روائي طويل، تدور أحداثه حول قصة احد التونسيين ويدعى "إبراهيم" الذي يقيم في فرنسا، يتوفى ابنه في حادثدراجة نارية فيعود إلى تونس لحضور جنازته، يكتشف فيما بعد ان ابنه كان منتميًا لأحد خلايا التنظيمات الدينية المتطرفة، ويبدأ في الشك في ملابسات وفاته.
الفيلم التونسي "إخوان" وهو فيلم قصير يتحدث عن عودة الشبابالذي سافروا لسوريا وألتحقوا بداعش، ويحكي الفيلم قصة عائلة تونيسية هاجر أحد أبنائها إلى سوريا وعاد مع فتاة سورية بعد عام ونصف من انقطاع التواصل بينهم وفي تلك الأثناء كان يقاتل مع تنظيم داعش.
الفيلم الجزائري "ريح رباني"، بالأبيض والأسود تدور أحداثه في صحراء الجزائر حيث يجتمع البطلان "أمين" و "نور" قائدته في منزل قرب مدينة تيميمون الجزائرية في انتظار وصول السلاح لتنفيذ إحدى المهام القتالية، على الرغم من تحضيرهما لعملية "إرهابية" إلا ان الفيلم يغوص في تفاصيل من المشاعر الإنسانية المختلفة ويوضح كيف أن يمكن أن يكون شخص عادي قريب منا.
الفيلم الجزائري "تحقيق في الجنة" وهو فيلم وثائقي يبحث في معنى الجنة عند المسلمين وتصورهم للحور العين، والفيلم أيضًا تدور أحداثه بالأبيض والأسود، يتحدث الفيلم عن فكرة "الجنة" الموعودة التي يتم شحن عقول بعض الشباب إليها من خلال دعوة الجماعات التكفيرية الشباب لنيل الشهادة لدخولها.
الفيلم الصومالي "المحارب الضائع" وهو يدور حول حياة محمد الشاب الصومالي الذي تقوم عائلته بارساله إلى بريطانيا وهو طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره لأجل حياة أفضل، لكنه حين يعود للصومال وهو في التاسعة عشر من عمره ينضم إلى حركة شباب الإسلامية المتطرفة. يحكي الفيلم قصة هروبه من الجماعة بعد اكتشافه أنها لا تقاتل من اجل السلام ولا من اجل الحرية.
فيلم "باب العود" وهو فيلم جزائري تم انتاجه منذ عام 1994 يحكي قصة خباز استيقظ يوما ما على صوت الإمام في مكبر الصوت، فقام بكسر المكبر ورماه في البحر، تدور أحداث الفيلم حول حياة الجزائرين بعد المواجهات بين الحكومة الجزائرية والجماعات الإسلامية في نهاية الثمانينات.
تأثير فيلم واحد قد يتجاوز مئات الخطب
"أهم وأول الحلول محاربة التطرف والإرهاب هو الأعمال الدرامية" يقول الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في تصريح خاص لمصراوي، إن الدراما لها تأثير غير طبيعي على أي مجتمع، فهي المؤثر رقم واحد حاليًا على السلوكيات الإنسانية في العالم أجمع لا في الدول العربية فقط.
ويؤكد الجندي أن فيلما واحدا في استطاعته أن يؤدي ما تفعله مئات الخطب، فيستطيع فيلم كارتون واحد أن يوصل معلومة للطفل أفضل من كل الكتب الموجودة في أدب الأطفال في المكتبات، ويستطيع ممثل واحد أن يبرز شخصية بشكل يتعطش لها العالم أجمع، مضيفًا: "لا ننسى ما فعله ميل جيسبسون في فيلم آلام المسيح أو انطوني كوين في عمر المختار أو مسلسل عمر بن الخطاب وتأثيره، وأيَضًا الفنان نور الشريف في مسلسل عمر بن عبد العزيز وعمرو بن العاص، والفنان محمود ياسين في مسلسل ابو حنيفة النعمان". ويرى الجندي أن كل هذه الشخصيات أثرت في الوعي والثقافة وفي إيصال الرسالة، فالدراما في نظره هي اللغة المسلية التي تقوم بإرسال المعلومة ببساطة وسلاسة وبشكل منطقي ومقبول. ويشير الجندي إلى أهمية الدراما كسلاح خطير استخدامه في المعركة ضد الإرهاب، مبديًا أسفه من تقصير الدراما المصرية مؤخرًا في هذا الصدد، بعد أن كانت الأنشط من نوعها في معالجة هذه القضايا.
وأكد الجندي أنه "يثمن" فكرة محاربة الإرهاب بالدراما والفن ونطلب أن تكون بوعي كامل وتحت متابعة وإدارة الخبراء والأمناء الذين يقومون بعرض المادة الدرامية بشكل جيد.
بيان حقيقة الدين
وترى الدكتورة آمنة النصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الأفلام يمكن أن تعالج أفكار التطرف الديني وتقلل منها، فكما تستخدم أفعال الإرهابيين ضد الإسلام يمكن أن يسلط الإعلام الضوء على ما ليس في حقيقة الإسلام ويستغل الشاردون عنه ضده، يمكن أن يستخدم في إزاحة هذه التهمة وبيان حقيقة الإسلام.
فيديو قد يعجبك: