من دلائل النبوة: سجود الجمل للرسول وانقياده له
كتبت – آمال سامي:
من دلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم المعجزات الحسية التي وقعت في حياته وشهدها أصحابه ومن عاصره صلى الله عليه وسلم، ومن بين تلك المعجزات معجزات كثيرة حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم مع بعض الحيوانات، رآها أصحابه، ورآها المشركون كذلك، ووصلت إلينا في أخبار صحيحة عن صحابة النبي الذين عاصروا كل تلك المشاهدات عينًا، وكل تلك المعجزات تعد من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، ومنها كانت شهادة الذئب بنبوته ومنها كذلك قصة الجمل الذي عصا أصحابه فلجأوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عالج تلك المشكلة وبرك بين يديه الجمل..
ففي رواية أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، حتى إذا دفعنا إلى بستان من بساتين بني النجار، إذا فيه جمل، لا يدخل البستان أحدٌ إلا شدَّ عليه، قال: فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء حتى أتى البستان، فدعا البعير، فجاء واضعاً مِشفرَهُ (شفته) إلى الأرض، حتى برك بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هاتوا خطاماً) فخطمه، ودفعه إلى صاحبه، ثم التفت إلى الناس، فقال: (إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله، إلا عاصي الجنِّ والإنس)".
وفي رواية أخرى قال الصحابة لرسول الله: يا رسول الله تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك، فقال: "اعبدوا ربكم، وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أبيض كان يبنغي أن تفعله"، ويعلق ابن خليفة عليوي في كتابه "معجزات النبي المختار من صحيح الأخبار" على ذلك قائلًا أن استغراب الصحابة من سجود الجمل وهو غير عاقل لرسول الله هو ما دفعهم أن يفكروا هم في السجود إليه، لكن الرسول قد نهاهم عن ذلك، وأوضح علوي في كتابه أن سجود الجمل معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس سجود عبادة، بل هو سجود خضوع وطاعة وإجلال وتعظيم للنبي وشكوى إليه، كما أشارت بعض الروايات، من أن صاحب الجمل يتعبه ويشق عليه ولا يقدم له الطعام الذي يسد جوع.
موضوعات متعلقة:
في شهر ميلاد الرسول.. تعرف على مفهوم "دلائل النبوة" وأبرز ما ألف فيها
في ذكرى مولده: "سيد ولد آدم" كيف كان نسب الرسول من دلائل نبوته؟
فيديو قد يعجبك: