لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

" أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ".. هل كان سؤال زكريًا عليه السلام استنكارًا؟.. مبروك عطية يوضح

02:33 م الأحد 29 نوفمبر 2020

مبروك عطية

كتبت – آمال سامي:

"قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا" وردت تلك الآية الكريمة في بدايات سورة مريم على لسان نبي الله زكريا عليه السلام، وهي توحي بأول وهلة أنه كان يستنكر أو يتساءل كيف يكون له ولد وقد بلغ سنًا كبيرة وزوجته عاقر لا تلد، لكن هذا ما ينفيه المفسرون، وهو ما شرحه الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، عبر فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب، حيث تحدث عن البلاغة القرآنية في ذلك التعبير مؤكدًا أن "أنى" هي كلمة تعني كيف وهي كلمة يقولها المؤمن والكافر.

وأشار عطية إلى أن الله سبحانه وتعالى قال في آية أخرى:"من يحيى العظام وهي رميم..." ومن قال هذا الكلام كافر، لكن حين قال زكريا: "أنى يكون لي غلام..." فهو سؤال بهدف زيادة اليقين، وكذلك قول إبراهيم في سورة البقرة: "رب أرني كيف تحيي الموتى.."، قائلًا أن المؤمنين حين يسألون للطمع في أن يزيدهم الله يقينًا، لكن ليس استغرابًا أو إنكارًا وإلا لم يكن ليسأل الله في الأساس، يقول عطية أن زكريا عليه السلام حين سأل الله تعالى أن يرزقه بالابن كان يعلم انه بلغ من الكبر عتيًا وأن امرأته لا تلد بطبيعتها منذ كانت صغيرة، لكن مع هذا كله قال هب لي من لدنك وليًا يرثني في العلم والحكمة والفضل والخير والخلق.

"متاخدش الاستفهام على إنه إنكار أو تعجب ولا حاجة خالص إنما خد ما يمثل فكرته"، يقول عطية مضيفًا أن سيدنا زكريا كأنه كان يسأل نفسه فهو متأكد أن الله على كل شيء قدير، فكأنه يقول أن الله سيرزقني بغلام وامرأتي عاقر وبلغت من الكبر عتيًا، "هذا من دعى الله بقلب سليم وعزم وكله يقين أن الله يقول للشيء كن فيكون"، وأضاف عطية إننا بذلك نؤمن بما قال تعالى في كتابه عزيز: " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ"، "مفيش أسباب عند ربنا لا يعجز الله شيء في الأرض ولا في السماء"، ويقول عطية عن سؤال زكريا أن فيه لذة الاستمتاع بالمفاجأة لحدوثها على أرض الواقع، ولكن ليست مفاجأة لقلب يؤمن بأن الله على كل شيء قدير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان