في ذكرى وفاة صاحب "الرحيق المختوم".. ما لا تعرفه عن "المباركفوري" عالم الحديث الهندي
كتبت – آمال سامي:
"الرحيق المختوم" التوصية الأولى التي يتلقاها معظمنا حين يسأل عن كتاب في السيرة النبوية المطهرة بأسلوب سهل وبسيط، تحل اليوم ذكرى وفاة صاحبه عالم الحديث الهندي الشهير "صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد المباركفوري"، حيث توفي في مثل هذا اليوم الأول من ديسمبر عام 2006، واشتهر المباركفوري بتواضعه الكبير على الرغم من أنه كان واسع الشهرة وشارك في العديد من المحاضرات والدروس الدينية في الهند وامريكا والسعودية وغيرها من دول العالم..
ولد المباركفوري في الهند بقرية حسين آباد بالقرب من مدينة مباركفور والتي إليها ينسب، عام 1942م، ودرس بالطريقة النظامية في مدرسة دار العربة العربية، وبعدها التحق بمدرسة دار التعليم بمباركفور عام 1948 في المرحلة الابتدائية ليلتحق بمدرسة إحياء العلوم بمدينة مباركفور عام 1954م لمدة خمس سنوات ليدرس الفقه والعلوم الشرعية، واصبح استاذا في الفقه والحديث لسنوات عدة بالجامعة السلفية ببنارس ثم شغل منصب رئيس تحرير لمجلة تصدر من تلك الجامعة تسمى "محدث"، وعقب ذلك سافر المباركفوري إلى المدينة المنورة ليعمل في مركز السنة والسيرة بالجامعة الإسلامية هناك، ليصبح في النهاية مشرفًا على البحوث العلمية فيها.
يعتبر كتاب "الرحيق المختوم" من أبرز ما ألف المباركفوري، وقد عرض فيه السيرة النبوية بداية بنبذة عن أحوال العرب قبل الإسلام ومرورًا بكافة الاحداث مرتبة حسب وقوعها إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يسرد أحداث السيرة فقط دون التعمق في الدروس والعبر، وحصل الكتاب على المركز الأول في مسابقة السيرة النبوية العالمية من رابطة العالم الإسلامي عام 1396هـ، أما منهجه في الكتاب فيوضحه الكفوري بنفسه قائلًا: "إني قبل أن آخذ في كتابة المقالة رأيت أن أضعها في حجم متوسط، متجنبًا التطويل الممل والإيجاز المخل؛ ولكني كثيرًا ما رأيت في المصادر اختلافًا كبيرًا في ترتيب الوقائع، أو في تفصيل جزئياتها؛ وفي مثل هذه المواقع قمت بالتحقيق البالغ، وأدرت النظر في جميع جوانب البحث. ثم أثبت في صلب المقالة ما ترجح لدي بعد التحقيق. ولكن احترزت عن إيراد الدلائل والبراهين؛ لأن ذلك يفضي إلى طول غير مطلوب. نعم، ربما أشرت إلى الدلائل حين خفت الاستغراب ممن يقرأ المقالة، أو حين رأيت عامة الكاتبين ذهبوا إلى خلاف الصحيح".
الرحيق المختوم ليس مؤلفه الوحيد، فقد كتب أيضًا عدة مؤلفات منها: روضة الأنوار في سيرة النبي المختار، والمصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، وبهجة النظر في مصطلح أهل الأثر، والأحزاب السياسية في الإسلام، وباللغة الأردية ألف أيضًا علامات النبوة، وسيرة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وكتاب لماذا إنكار حجية الحديث.
أصيب المباركفوري قبل وفاته بأشهر قليلة بجلطة دماغية جعلته ملازمًا للفراش، ليتوفى في يوم الجمعة أول ديسمبر عام 2006 وقد دفن في مقبرة قريته بحسين آباد.
فيديو قد يعجبك: