خطيب المسجد الحرام شارحًا معنى اسم الله "اللطيف": الظاهر ابتلاء والباطن رحمة
كتبت – آمال سامي:
في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام تحدث الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام حول أسماء الله الحسنى قائلًا أن من أشرف العلوم وأجلها معرفة اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته، مؤكدًا أن العبد إذا عرف الله باسماءه الحسنى وصفاته العلى أخلص في توحيده وأحبه وأطاعه وابتعد عن معاصيه، وشرح المعيقلي في خطبته معنى اسم الله "اللطيف".
وذكر المعقيلي أن كثير من سور القرآن الكريم اشتملت على أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته وأفعاله، قائلًا أن أعظم سور القرآن الكريم هي المشتملة على بيان اسماء الله وصفاته، كسورة الفاتحة التي فيها حمد وثناء وتمجيد وتعظيم لله سبحانه وتعالى، وكذلك سورة الإخلاص التي خصصت لبيان صفة الله سبحانه وتعالى ولذا هي تعدل ثلث القرآن، وذكر ما ورد في الصحيحين من فضلها: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟"، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ".
وأستطرد المعيقلي في شرح عدد من أسماء الله الحسنى ومنها "اللطيف" قائلًا انه يعني دقيق علم الله بكل الخفايا، فيعلم السر والعلم وما أخفي في الصدور والنفوس، وأن من معانيه أيضًا أنه يوصل إلى العباد نعمه ويدفع عنهم نقمه بلطفه وإحسانه، ويسير إليهم سعادتهم بطرق خفية قد لا يشعرون بها، وأضاف المعيقلي أن تلك الصفة ظهرت كثيرًا فيما حدث لأنبياء الله ورسله من أمور ظاهرها ابتلاء وبأساء وضراء، لكن باطنها لطف ورحمة ورفق ورأفة، مثلما حدث مع يوسف عليه السلام الذي توالت عليه الشدائد، فكان الجب حماية له من القتل، والرق حماية له من التيه في الصحراء، والسجن ابتلاء وعصمة من المعصية، وفيه قابل من أوصل نبأه إلى الملك، فأصبحت البلايا سببًا لرفعة يوسف عليه السلام في الدنيا والآخرة.
فيديو قد يعجبك: